مع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية وازدياد انقطاع التيار الكهربائي عن أحياء عدة في مدينة حائل، يلجأ الكثير من الشبان إلى التخفيف من تأثير هذه الأجواء بالسباحة في مسابح الصالات الرياضية والاستراحات، بينما تقاسي نساء كثيرات لعدم وجود مسابح خاصة بالمرأة في المنطقة. وتثير طرق تعقيم هذه المسابح مخاوف البعض خصوصاً مع ازدياد عدد مرتاديها، إذا تكتفي بعضها بوضع مادة الكلور في المياه، ولا تلتزم بإجراءات وقائية كالتأكد من إصابة الزبائن بأمراض جلدية، ما قد يؤدي إلى انتقال تلك الأمراض إلى الأصحاء. وذكر عبدالله الحمد ان مسابح الاستراحات والصالات الرياضية في حائل تعتبر متنفساً لكثير من الشبان في فصل الصيف لكن قلة منها تكون نظيفة. وتابع: «رائحة الكلور تفوح من معظم تلك المسابح، لكن غالبيتها لا تتأكد من خلو زوارها من أمراض جلدية، كما أن غالبية روادها يتركون بقايا الأطعمة والمشروبات على أطراف المسابح وقد تختلط بالمياه وتنقل الأمراض بين الناس». وأكد أبو مشعل أنه يتردد على مسبح واحد لأن غالبية المسابح الأخرى لا تلتزم بالشروط الصحية، إذ لا يجري العاملون فيها فحوصات لمرتاديها من الأمراض الجلدية التي تنتقل بسهولة عبر الماء وتصيب الأصحاء. لكن عدداً من أصحاب المسابح أكدوا بدورهم التزامهم بالشروط الصحية الموضوعة من الجهات المشرفة سواء من الدفاع المدني أم أمانة منطقة حائل ممثلة بإدارة صحة البيئة.ولفت محمد أمين الذي يدير أحد المسابح إلى أن عماله يستخدمون الكلور وبرمنكنات البوتاسيوم بنسب ومقاييس محددة لتعقيم مياه المسبح كما يجري تشغيل جهاز الفاكيوم وتغيير الماء كل يومين، مضيفاً أن من شروط الدخول إلى حوض السباحة الخاص بالصالة خلوه من الأمراض الجلدية. وطالبت مرام أحمد (19 عاماً) باستحداث مسابح نسائية داخل صالات رياضية، بهدف تأمين وسائل ترفيه مفيدة صحياً للنساء، خصوصاً في ظل غياب أماكن الترفية الخاصة بالفتاة في المنطقة. وشددت منال المزيد (22 عاماً) على أهمية إنشاء مسابح خاصة بالفتيات، لاسيما وأن المنطقة تفتقدها. وقالت: «نضطر لدفع مبالغ كبيرة عند استئجار استراحات تصل إلى 1500 ريال يومياً فقط في سبيل ممارسة رياضة السباحة بداخلها»، معربة عن أملها في إنشاء مسابح نسائية في حائل تكون رسومها معقولة وتناسب الأعمار كافة مع وجود منقذات ومدربات سباحة لتستفيد الفتيات منها. وأوضح اختصاصي الأمراض الجلدية الدكتور أحمد منير أن الطريقة التقليدية في التعقيم التي تعتمد على إضافة مادة الكلور إلى مياه المسابح تسبب مشكلات صحية كثيرة بينها التعرض لتأثيرات رئوية سلبية تبدو على شكل ارتفاع نسبة الإصابة بالربو والتهابات الشعب الهوائية المتعددة إضافة إلى حساسية الصدر، مضيفاً أن الشخص حين يسبح تخرج منه إفرازات العرق، كما يختلط اللعاب بمياه المسبح وتتفاعل هذه المواد مع الكلور المضاف لتعقيم المياه ما يؤدي إلى تكون مواد كيماوية جديدة مثيرة لحساسية الجلد. من جهته، أكد الناطق الإعلامي باسم مديرية الدفاع المدني في منطقة حائل الملازم أول عبدالرحيم الجهني، أن المباني الحكومية كافة تخضع لاشتراطات السلامة المحددة من الدفاع المدني، إذ يقوم الدفاع المدني بتحديد الاشتراطات وكتابة تقارير السلامة المطلوبة، بينما تتولى أمانة المنطقة الإشراف على تلك الاشتراطات ومتابعة تطبيقها، لافتاً إلى أن فرقاً تابعة لمديرية الدفاع المدني وأمانة منطقة حائل تقوم بزيارات دورية إلى المسابح المنتشرة كافة في حائل للتأكد من تطبيقها الشروط الصحية في ما يتعلق بتطبيق اشتراطات السلامة.