سيول، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب - أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خلال زيارتها سيول أمس، فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية، فيما حذرت الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية بيونغيانغ من «عواقب وخيمة» إذا هاجمت الشطر الجنوبي مجدداً، بعد اتهامها بإغراق البارجة «شيونان» في آذار (مارس) الماضي. في غضون ذلك، أبدت بكين «قلقاً بالغاً» إزاء إجراء كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة مناورات عسكرية مشتركة تبدأ الأحد المقبل في البحر الأصفر وبحر اليابان، معتبرة انها يمكن أن تفاقم «التوتر الإقليمي». وقال الناطق باسم الخارجية الصينية كين غانغ: «نبدي قلقاً بالغاً إزاء هذه المناورات». وأضاف: «ندعو جميع الأطراف الى التزام الهدوء وضبط النفس وعدم القيام بأي خطوة من شأنها تصعيد التوتر الإقليمي». في الوقت ذاته، شدد وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس على ضرورة استئناف العلاقات العسكرية مع الصين، والتي علّقتها بكين في وقت سابق من هذا العام بسبب مبيعات أسلحة أميركية لتايوان. وفي سيول، أعلنت كلينتون فرض عقوبات اقتصادية ومالية جديدة على كوريا الشمالية، تستهدف «تحسين قدراتنا لتفادي الانتشار النووي الكوري الشمالي ووضع حد لنشاطات بيونغيانغ غير المشروعة والتي تساهم في تمويل برامجها للتسلح، وثنيها عن أعمال استفزازية أخرى». وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي مع غيتس ونظيريهما الكوريين الجنوبيين يو ميونغ-هوان وكيم تاي يونغ: «نستهدف في شكل محدد جداً الزعامة (الكورية الشمالية)، نستهدف أصولها». وأضافت أن في إمكان بيونغيانغ الحصول على ما تريد، مثل معاهدة سلام وعلاقات طبيعية مع الولاياتالمتحدة ورفع العقوبات، إذا كفّت عن إظهار العداء واتخذت خطوات لا رجعة فيها لوقف برنامجها لإنتاج أسلحة نووية. جاء ذلك بعد قيام كلينتون وغيتس، يرافقهما نظيريهما الكوريين الجنوبيين، بزيارة رمزية تُعتبر سابقة الى بلدة بانمونجوم الحدودية في المنطقة المنزوعة السلاح والتي يبلغ عرضها 4 كلم بين البلدين وطولها 250 كلم، وتبعد نحو 50 كلم فقط عن سيول. ويحتشد في محيط المنطقة حوالى مليوني جندي. ودخلت كلينتون وغيتس قاعة الاجتماعات التي يعبرها الخط الحدودي الفاصل بين الكوريتين، ووضعا قدميهما في الجانب الكوري الشمالي، في بادرة رمزية، أمام عيني جندي كوري شمالي كان يتولى الحراسة. وقالت كلينتون في المنطقة المنزوعة السلاح: «قد يكون خطاً رفيعاً، لكن هذين المكانين هما عالمان منفصلان». وأضافت: «ما زلنا نبعث برسالة الى الشمال: ثمة طريقة أخرى. ثمة طريقة ليفيد شعب الشمال. لكن حتى يغيّروا توجههم، تقف الولاياتالمتحدة بقوة مع شعب كوريا الجنوبية وحكومتها». أما غيتس فقال: «خلال 20 سنة ومنذ صعدت آخر مرة الى برج المراقبة هذا ونظرت عبر المنطقة المنزوعة السلاح، لم يتغير الكثير هناك، لكن كوريا الجنوبية واصلت النمو والازدهار. وعلى النقيض، لا تزال كوريا الشمالية في عزلة وحرمان». وشدد على أن الزيارة «تبعث برسالة قوية الى الشمال والمنطقة والعالم، تفيد بصلابة التزامنا بأمن كوريا الجنوبية». وقال إن «تحالفنا العسكري لم يكن يوماً أكثر قوة، ويجب أن يردع أي معتدٍ محتمل». وأصدرت سيول وواشنطن بياناً مشتركاً اعتبر أن «الاستفزازات العسكرية اللامسؤولة» تهدد الاستقرار في المنطقة. وأضاف البيان: «ندعو كوريا الشمالية الى تحمّل مسؤوليتها في الهجوم» على البارجة الكورية الجنوبية. وزاد: «ندعو أيضاً كوريا الشمالية الى الامتناع عن شن هجمات جديدة أو أعمال عدائية إزاء كوريا الجنوبية، ونشدد على أن عواقب وخيمة قد تنجم من أي تصرف غير مسؤول». في الوقت ذاته، اعتبر وزير الدفاع الكوري الجنوبي أن احتمال حدوث تغيّر مفاجئ في كوريا الشمالية، كبير جداً، موضحاً أن سيول تعكف على وضع إجراءات محتملة للتعامل مع ذلك، بالتعاون مع الولاياتالمتحدة. وفي واشنطن، أعرب الجنرال الأميركي السابق جيمس كلابر الذي رشحه الرئيس باراك أوباما لترؤس الاستخبارات القومية، عن خشيته من أن يؤشّر إغراق البارجة الكورية الجنوبية الى احتمال دخول فترة جديدة من «الهجمات المباشرة» تشنها بيونغيانغ على سيول. وقال خلال مثوله أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ لتثبيت تعيينه: «قد ندخل في مرحلة جديدة خطرة، ستحاول خلالها كوريا الشمالية مرة جديدة تحقيق أهدافها، عبر هجمات مباشرة على حلفائنا في كوريا الجنوبية».