قُتل وجرح عشرات المدنيين بقصف على بلدة دركوش في ريف إدلب الغربي، لم يعرف إذا كان من الطيران السوري أو السفن الروسية في البحر المتوسط، في آخر أيام «هدنة العيد» التي أعلنها الجيش النظامي عشية عيد الفطر، في وقت أفيد عن حشد فصائل معارضة قواتها لمنع النظام من حصار حلب رداً على «خنق» القوات النظامية وميليشيات موالية مناطق المعارضة شرقي المدينة. وأعلنت باريس أن النظام السوري «يهرب إلى الأمام» بتصعيد عملياته الهجومية في مناطق مختلفة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن حصيلة قتلى القصف الجوي لطائرات حربية روسية أو سورية على بلدة دركوش قرب حدود تركيا، ارتفع إلى 22 مدنياً. وذكر موقع «كلنا شركاء» أن بعض المصابين نُقل إلى الأراضي التركية نتيجة حالهم الصحية الخطيرة، فيما أوضحت شبكة «الدرر الشامية» أن القصف تم ب «صاروخ باليستي أطلقته بارجة روسية» راسية قبالة الشواطئ السورية. وأضافت أن «الصاروخ من النوع الانشطاري... تحوّل إلى شظايا قبل أن يرتطم بسطح الأرض بحوالى 100 متر، وانتشرت الشظايا في رقعة تزيد على كيلومتر مربع». ويأتي القصف بعد يومين على إعلان الجيش النظامي «هدنة» في كامل الأراضي السورية لمدة ثلاثة أيام كان مقرراً أن ينتهي العمل بها عند منتصف ليلة الجمعة- السبت. وأكد مصدر أمني ل «فرانس برس» وقتها، أن الهدنة «تستثني المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي وجبهة النصرة». وفي محافظة حلب، قال «المرصد» إن أحياء بعيدين وطريق الباب والصالحين والمعادي والجزماتي ومساكن هنانو والمرجة والكلاسة ودوار الجندول بمدينة حلب ومناطق أخرى في الملاح ومخيم حندرات وطريق الكاستيلو شمال حلب، شهدت غارات جوية كثيفة وقصفاً مدفعياً وصاروخياً «وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في أطراف أحياء الراموسة وسيف الدولة ومزارع الملاح، وأنباء عن مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين». وأكد «استمرار رصد قوات النظام نارياً طريقَ الكاستيلو، المنفذ الوحيد الواصل بين أحياء حلب الشرقية وريف حلب الخاضع لسيطرة الفصائل الإسلامية والمقاتلة». وانتشرت معلومات أمس عن حشود لفصائل المعارضة لشن هجوم كبير بهدف استرجاع منطقة الملاح وإبعاد القوات النظامية عن المواقع التي تسمح لها برصد طريق الكاستيلو، وبالتالي تشديد الحصار على أحياء المعارضة في شرق مدينة حلب. في باريس، قال الناطق باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال، إن باريس «تدين الهجوم الذي شنه النظام السوري وحلفاؤه لمحاصرة الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة من مدينة حلب». وأضاف أن «فرنسا تدعو إلى احترام وقف الأعمال القتالية والوقف الفوري لقصف المدنيين والسماح بنقل المساعدات الإنسانية بحرية ومن دون عقبات وإيجاد حل سياسي دائم لإنهاء النزاع». في موازاة ذلك، قالت مصادر غربية إن تنسيقاً بين بريطانياوفرنسا وألمانيا يجري لعقد مؤتمر ل «مجموعة أصدقاء سورية» لضبط موقف واشنطن قبل المؤتمر الوزاري ل «المجموعة الدولية لدعم سورية» نهاية الشهر والذي قد يمهد لاستئناف مفاوضات جنيف الشهر المقبل، بالتزامن مع إشارات إضافية عن توتر بين موسكو ودمشق. ويزور المنسق العام ل «الهيئة التفاوضية العليا» رياض حجاب روما بعد يومين للقاء وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني الذي يعمل لجمع حجاب وقادة في «الائتلاف الوطني السوري» مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في 11 الجاري، بالتزامن مع اجتماع الهيئة العامة ل «الائتلاف» في إسطنبول، قبل انعقاد اللجنة القانونية والهيئة العامة ل «الهيئة التفاوضية» في الرياض بين 15 و20 الجاري.