اقتربت القوات النظامية السورية أمس من قطع شريان الإمداد عن الأحياء الشرقية في مدينة حلب السورية إثر سيطرتها على تلة تشرف على آخر منفذ للفصائل المقاتلة المعارضة الى المدينة، وذلك بالتزامن مع معارك عنيفة في ريف دمشق وسط استمرار الطيران السوري بقصف مدينة داريا في جنوب غربي دمشق، غداة إعلان الجيش النظامي تهدئة موقتة خلال عيد الفطر، الأمر الذي اعتبرت باريس أنه ليس كافياً لاستنئاف مفاوضات جنيف. في هذا الوقت اكدت واشنطن استمرار خلافها مع موسكو بشأن تسوية الازمة السورية. وقال جوش إرنست الناطق باسم البيت الأبيض للصحافيين على متن طائرة الرئاسة إن الرئيس باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين لم يتوصلا إلى أي اتفاق لتعاون جديد في شأن سورية خلال مكالمة هاتفية مساء أول من أمس، لافتاً الى ان أوباما سيتحدث مع الزعماء الأوروبيين في شأن أزمة اللاجئين السوريين وروسيا وأوكرانيا وتداعيات قرار بريطانيا الانسحاب من الاتحاد الأوروبي خلال قمة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) اليوم. وكان «المرصد السوري لحقوق الانسان» قال: «إن القوات النظامية سيطرت على القسم الجنوبي من مزارع الملاح المرتفعة شمال مدينة حلب»، مشيراً الى انها «وصلت الى أقرب نقطة لها من طريق الكاستيلو»، المنفذ الأخير المتبقي لمقاتلي المعارضة الى الأحياء الشرقية، وباتت قوات النظام «ترصد حالياً طريق الكاستيلو نارياً»، ما يجعل عملياً «الأحياء الشرقية محاصرة». ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري أن وحدات من الجيش «نفذت عمليات على تجمعات وأوكار المجموعات الإرهابية أحكمت خلالها السيطرة على مزارع الملاح الجنوبية وقطعت نارياً طريق الكاستيلو». وأوضح «المرصد» أن فصائل المعارضة شنت هجمات مضادة ودارت اشتباكات عنيفة بالتزامن مع قصف جوي عنيف لقوات النظام. لكنها لم تتمكن حتى مساء أمس من استعادة المنطقة الاستراتيجية جراء «القصف الجوي العنيف الذي تتعرض له المنطقة». وفي الأحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام، قال مصور ل «فرانس برس» إن المنطقة تعرضت لسقوط قذائف في شكل عنيف خلال ساعات الليل قبل ان يهدأ الوضع نهاراً، متحدثاً عن حركة تنقل خجولة للسكان. وشنت القوات النظامية السورية بدعم من «حزب الله» في شباط (فبراير) الماضي هجوماً واسعاً في ريف حلب الشمالي وتمكنت من السيطرة على مناطق عدة وضيقت الخناق على الأحياء الشرقية. لكن في 27 شباط فرضت واشنطنوموسكو اتفاقاً لوقف الأعمال القتالية في مناطق عدة في سورية ما حال دون مواصلة قوات النظام عملياتها قبل ان تنهار هذه الهدنة. وأعلن الجيش السوري هدنة موقتة على كل الأراضي السورية لمدة 72 ساعة لمناسبة عيد الفطر، لكن سرعان ما سجلت انتهاكات وخصوصاً في مدينة حلب. وأفاد المركز الإعلامي في مدينة داريا من خلال حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي بأنه «في ظل التهدئة الموقتة التي تم طرحها من طرف قوات النظام والتي مدتها 72 ساعة، دخلت آليات من الجبهة الغربية الجنوبية للمدينة، وسط قصف صاروخي بصواريخ أرض - أرض وأسطوانات جهنم الشديدة التفجير على جبهات عدة في المدينة، بالتزامن مع اشتباكات متفرقة في محاولة من تلك القوات اقتحام المدينة مجدداً». وقال «المرصد» إنه «ارتفع إلى 4 عدد صواريخ أرض - أرض التي أطلقتها قوات النظام على مناطق في مدينة داريا مع استمرار قصف قوات النظام على مناطق في المدينة»، لافتاً إلى مواصلة «قوات النظام وحزب الله اللبناني محاولة استكمال السيطرة على بلدة ميدعا في غوطة دمشقالشرقية». وقالت «الدرر الشامية» إن «الفصائل الثورية سيطرت فجر أمس على حاجز الصفا التابع للقوات النظامية وحزب الله اللبناني في مزارع رنكوس في جرود القلمون الغربي»، لافتاً الى مقتل وجرح عشرات من القوات النظامية وانصارها والسيطرة على اسلحة. وقال ناطق باسم الخارجية الفرنسية أمس: «سنحكم على إعلان «نظام التهدئة» في ضوء النتائج الملموسة على الأرض. فمن دون هدنة كاملة ومستمرة ومن دون الوصول الكامل والمتواصل للمساعدات الإنسانية للأشخاص المحتاجين في سورية لا يمكن توقع استئناف مفاوضات جنيف» المجمدة منذ شهرين.