ناقش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي باراك أوباما في اتصال هاتفي الحرب السورية، وأعلن الكرملين أنهما أكدا استعدادهما لزيادة تنسيق الأعمال العسكرية في سورية. وقال البيت الأبيض أن أوباما شدّد على ضرورة أن تضغط روسيا على حكومة دمشق لوقف الهجمات على المدنيين ولإحراز تقدم في الانتقال السياسي من أجل إنهاء الحرب في سورية. وتوترت العلاقات بين روسياوالولاياتالمتحدة بسبب الخلافات في شأن الصراع في سورية، حيث تدعم موسكووواشنطن أطرافاً مختلفة في الحرب الأهلية. وقال الكرملين في بيان أن بوتين حضّ أوباما على المساعدة في فصل المعارضة «المعتدلة» في سورية عن «جبهة النصرة» والجماعات «المتطرفة» الأخرى، في حين أوضح البيت الأبيض في بيان أن الزعيمين أكدا التزامهما بهزيمة تنظيم «داعش» و «جبهة النصرة». وذكر الكرملين أن المكالمة جاءت بمبادرة من روسيا وأن الجانبين شدّدا أيضاً على أهمية استئناف مفاوضات السلام التي ترعاها الأممالمتحدة. وقال بيان البيت الأبيض: «شدد الرئيس أوباما أيضاً على ضرورة إحراز تقدم في شأن انتقال سياسي حقيقي لإنهاء الصراع في سورية علاوة على وصول دائم (للمساعدات) الإنسانية». وكان بوتين حض نظيره الأميركي إلى السعي لانسحاب مقاتلي المعارضة السورية «المعتدلة» من صفوف «جبهة النصرة ومجموعات متطرفة أخرى غير معنية بالهدنة»، وفق المصدر نفسه. وأضاف الكرملين أن «فلاديمير بوتين دعا محاوره إلى المساهمة في انفصال المعارضة المعتدلة عن المجموعات الإرهابية مثل جبهة النصرة». وتتعاون أجهزة الأمن الأميركية والروسية سلفاً في سورية. ودعت موسكو في حزيران (يونيو) إلى القيام ب «خطوات مشتركة حاسمة ضد جبهة النصرة». وفي منتصف أيار (مايو)، اقترحت روسيا على الولاياتالمتحدة تنفيذ ضربات مشتركة ضد المجموعات المتطرفة في سورية الأمر الذي سارعت واشنطن إلى رفضه. وأعلن الجيش النظامي السوري الأربعاء الذي صادف أول أيام عيد الفطر «نظام تهدئة» لمدة 72 ساعة على كل الأراضي السورية، الأمر الذي وافقت عليه فصائل المعارضة ورحبت به واشنطن مؤكدة رغبتها في التوصل مع روسيا إلى اتفاق دائم. وفرضت الولاياتالمتحدةوروسيا في 27 شباط (فبراير) الماضي اتفاقاً لوقف الأعمال القتالية في مناطق عدة في سورية يستثني تنظيم «داعش» و «النصرة». وعلى رغم الانتهاكات الواسعة التي تعرض لها الاتفاق، فضلاً عن انهياره في حلب بعد نحو شهرين من دخوله حيز التنفيذ، إلا أن راعيي الاتفاق لم يعلنا انهياره بل ضغطا من أجل فرض اتفاقات تهدئة ما لبثت أن سقطت هي أيضاً. وبعيداً من الشأن السوري، ذكر البيانان أن الزعيمين ناقشا الصراع في ناغورنو قرة باخ والصراع في أوكرانيا. وقال البيت الأبيض أن أوباما حضّ بوتين على «اتخاذ خطوات لإنهاء الزيادة الكبيرة في أعمال القتال شرق أوكرانيا» وأكد الحاجة للتنفيذ الكامل لاتفاقات مينسك. وأشار البيان الروسي إلى أن بوتين شدّد على ضرورة تطبيق كييف اتفاقات مينسك في أوكرانيا، وقال أن روسيا تريد التقدم لعملية السلام في ناغورنو قرة باخ، فيما أعلن بيان البيت الأبيض أن أوباما قال أنه مستعد لتكثيف الجهود مع روسيا وفرنسا لتحقيق تسوية شاملة للصراع في ناغورنو قرة باخ بين أذربيجان والانفصاليين المدعومين من أرمينيا.