قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مكالمة هاتفية الاثنين أن سورية تتفسخ بسرعة أكبر وأنه لا يمكنها التحرك إلى الأمام ما لم تتفق آراء الولاياتالمتحدةوروسيا. وأضاف في مقابلة بثتها قناة «سي بي اس» الثلاثاء: «لن يخدم هذا مصالح أي منا». وفي موسكو، قال الكرملين الثلثاء أن روسيا تؤيد تماماً استمرار مفاوضات السلام السورية في جنيف في تعليق على قرار المعارضة السورية تأجيل المفاوضات إلى أجل غير مسمى. وقال ديمتري بيسكوف الناطق باسم الكرملين في مؤتمر هاتفي مع الصحافيين: «نعتقد أن (محادثات السلام) حالة ضرورية». وأضاف: «تم التأكيد (أول) من أمس على الحاجة إلى استمرار الحوار والمحافظة على نظام وقف إطلاق النار خلال اتصال هاتفي بين الرئيسين بوتين وأوباما». وقال الكرملين في بيان أن «الرئيسين بحثا بالتفصيل الوضع في سورية وأكدا خصوصاً عزمهما على المساعدة في تعزيز وقف إطلاق النار في هذا البلد والناجم عن مبادرة روسية - أميركية، وكذلك إيصال المساعدات الإنسانية». وأردف الكرملين أن بوتين شدد على ضرورة أن تنأى المعارضة «المعتدلة» بنفسها من متطرفي تنظيم «داعش» وجبهة النصرة، كما دعا إلى إغلاق الحدود بين سورية وتركيا، حيث «يستمر تزويد المتطرفين بالأسلحة». ودخل وقف لإطلاق النار تم التفاوض في شأنه بين الولاياتالمتحدةوروسيا حيز التنفيذ في 27 شباط (فبراير)، وأحيا الأمل بالتوصل إلى اتفاق في جنيف لوضع حد لإراقة الدماء. لكن المعارك تجددت في محافظة حلب الأسبوع الماضي، ما دفع عشرات آلاف الأشخاص إلى الفرار وحمل المعارضة على طرح تساؤلات حول التزام الرئيس بشار الأسد إيجاد حل سياسي لنزاع ساهم في تهجير نصف السكان وقتل أكثر من 270 ألفاً. وقال الكرملين أن بوتين وأوباما شددا على «أهمية» محادثات جنيف، واتفقا على زيادة التعاون بين أجهزتهما الأمنية ووزارتي دفاعهما حول سورية. وتابع: «لتحقيق هذه الغاية سيتم بحث تدابير إضافية للتحرك بسرعة في مواجهة أي خرق لوقف إطلاق النار». وقال البيت الأبيض أن أوباما «دعا مجدداً الرئيس بوتين إلى استخدام نفوذه على نظام الأسد لكي يحترم الأخير هذه التعهدات». وزاد الناطق باسم الرئاسة الأميركية جوش إرنست: «للأسف رأينا أن وقف الأعمال القتالية لا يزال هشاً وهو مهدد أكثر فأكثر بسبب انتهاكاته المتكررة من قبل النظام». ولفت الكرملين في بيانه إلى أن أوباما شكر لبوتين مساعدة روسيا في الإفراج عن الأميركي كيفن دوز الذي كان محتجزاً في سورية. وكان الشاب البالغ ال33 من العمر، والذي قال مكتب التحقيقات الفيديرالي (إف بي آي) أنه مصور مستقل، خطف في 2012 بعد عبوره الحدود من تركيا. وقالت موسكو أن نظام الأسد احتجزه «لدخوله سورية بصورة غير شرعية». في بكين، قالت وزارة الخارجية الصينية اليوم الثلثاء أن المبعوث الصيني الجديد الخاص بالأزمة السورية شي شياو يان سيزور سورية والسعودية وإيرانوروسيا في إطار أحدث مسعى ديبلوماسي صيني في المنطقة للتوصل إلى حل سلمي للصراع. وتعتمد الصين على المنطقة للحصول على إمدادات النفط، لكنها تميل إلى ترك ديبلوماسية الشرق الأوسط للدول الأخرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وهي الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا. لكن الصين تحاول أن تعزز دورها بما في ذلك استضافة وزير الخارجية السوري وليد المعلم وشخصيات من المعارضة أخيراً وإن كان ذلك يحدث في مواقيت مختلفة. وقالت هوا تشون ينغ الناطقة باسم الخارجية الصينية في إفادة صحافية مقتضبة، أن شي وهو سفير سابق للصين في إيران وعين مبعوثاً خاصاً لسورية الشهر الماضي، يشارك حالياً في محادثات السلام في جنيف. وأضافت أنه سيتوجه إلى سورية والسعودية وإيرانوروسيا بمجرد أن ينتهي من المحادثات. وتابعت من دون أن تقدم تفاصيل أخرى أن شي «سيجري تبادلاً عميقاً لوجهات النظر مع الأطراف المعنية في سبيل حل سياسي للأزمة السورية». وأثنى شي هذا الشهر على الدور العسكري الروسي في الحرب. وقال أنه يتعين على المجتمع الدولي تعزيز العمل المشترك لهزيمة الإرهاب في المنطقة.