تقدمت الخطوات الأمنية بين الجزائر والحكومة اللبنانية بخصوص التنسيق لترحيل جزائريين من عناصر تنظيم «فتح الإسلام» الذي خاض مواجهات مسلحة ضد الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد، شمال لبنان، في صيف 2007، تعتقلهم السلطات اللبنانية بعد توقيفهم أحياء (ثلاثة معتقلين)، وأربعة قتلى. وستمهد زيارة الوفد الجزائري لبنان قبل أيام لإجراءات تسليم في إطار التعاون الأمني والقضائي بين البلدين، تخص كلاً من «أبو شعيب الجزائري» (29 سنة)، و«أبو ياسر الجزائري» (28 سنة)، و«أبو معتز الجزائري» (34 سنة)، وكلها أسماء مستعارة لموقوفين في سجن رومية. ونقل الوفد إلى السلطات اللبنانية أن وجهة بعض الجزائريين سابقاً للقتال في العراق أو لبنان تكاد تكون معدومة في الوقت الحالي، إذ أن الجزائر لم تسجل أي حالة جديدة تقريباً منذ ثلاث سنوات. وقالت السلطات الجزائرية انها تريد غلق الملف نهائياً بخصوص المعتقلين خارج البلاد. وتردد أن الجزائريين الذين تجندوا ضمن «فتح الإسلام» قبل أربعة أعوام، لهم توجهات قريبة من تنظيم «القاعدة»، وتمكنوا من الدخول إلى لبنان برفقة عناصر آخرين، براً عبر سورية ومعظمهم دخل بطريقة غير مشروعة، وبعض المجموعات كان يتنقل ذهاباً وإياباً بين لبنان والعراق؛ وجواً عبر مطار بيروت الدولي، إذ كانوا يمنحون سمات الدخول فوراً على خلفية أنهم ينتمون إلى جنسيات عربية ومعظمهم من الخليجيين. وكان عدد من المنضوين في «فتح الإسلام»، يتوجهون من مطار بيروت مباشرة إلى مخيم برج البراجنة حيث كان عدد من عناصر «فتح الإسلام» يتحصنون. وعن طلب السلطات اللبنانية من الجزائر تزويدها معلومات عن المعتقلين الثلاثة، تخص صلتهم بالتنظيمات «الإرهابية» في الجزائر أو خارجها، وعما إذا كانت أسماؤهم واردة على لائحة المطلوبين أمام القضاء الجزائري، أفادت الجزائر «مبدئياً» أن للمعتقلين علاقة بشبكة نشطت سابقاً على تجنيد شباب متطوع للقتال في لبنان والانضمام إلى تنظيم «القاعدة» فيه، وتوصلت إلى تحديد هوية الرأس المدبر للتجنيد في بلدان المغرب العربي، ويتعلق الأمر بشخص تونسي مقيم في تونس يدعى «أبو الوليد». وثمة مساعد له وهو الجزائري «أعراب ق»، الذي قالت مصادر الأمن انه كان يقود عناصر بعضهم يستقر في فرنسا. وأفادت المصادر نفسها في ملاحظات من أرشيف 2007 أن وجهة هؤلاء أي لبنان، باعتباره «جبهة جديدة يجند لها شباب متطوع تحت لواء تنظيم القاعدة، ويتم تسفيرهم نحو تونس، ثم سورية وبعدها لبنان، وتمت عمليات التجنيد في غالبيتها عبر شبكة الإنترنت.