طلب الرئيس عمر البشير أمس من قوات الشرطة العمل على إعلان السودان بلداً خالياً من السلاح وجعله محصوراً بالقوات النظامية موصياً بأن تكون ضربة البداية لهذا العمل من ولاية الخرطوم. وصدر موقفه عشية سفره إلى نجامينا لحضور قمة اتحاد الساحل والصحراء، في أول زيارة خارجية له منذ صدور مذكرة جديدة من المحكمة الجنائية الدولية بتوقيفه بتهمة التورط في جرائم إبادة. ونقل المركز السوداني للخدمات الصحافية عن الرئيس البشير قوله لدى مخاطبته حفلة لتكريم قوات الشرطة في الخرطوم: «لا نريد بندقية أو مسلحين أو حتى حراسات خاصة»، مؤكداً أن الشرطة قادرة على توفير الحماية لكل أهل السودان وأنها تؤدي دورها بمهنية من دون تحيّز لحزب أو جهة أو قبيلة. واجتمع البشير أمس بزعيم حزب الأمة رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي وطلب منه المشاركة في الاتصالات التي تجري مع الجنوبيين استعداداً لاستفتاء تقرير المصير في الجنوب في كانون الثاني (يناير) المقبل. وهذا اللقاء الأول بين البشير والمهدي منذ فترة طويلة، علماً أن الأخير اتهم حزب المؤتمر الوطني بتزوير الانتخابات الأخيرة التي فاز بها البشير بولاية رئاسية جديدة. في غضون ذلك (رويترز)، ذكرت مصادر رئاسية أن الرئيس البشير سيتوجه إلى تشاد اليوم الأربعاء في أول زيارة يقوم بها إلى دولة عضو بالمحكمة الجنائية الدولية التي تطالب باعتقاله بتهم ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية. وكانت المحكمة أصدرت عام 2009 أمراً باعتقال البشير واتهمته بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في منطقة دارفور التي يمزقها الصراع وفي الأسبوع الماضي أضافت الإبادة الجماعية الى قائمة الاتهامات. ويرفض البشير الاعتراف بالمحكمة. وقال مصدر رئاسي ل «رويترز» أمس: «سيذهب إلى تشاد غداً (اليوم) ... سيحضر قمة دول الساحل والصحراء». وذكر مصدر آخر في الرئاسة أن الزيارة ستستمر ثلاثة أيام. وحصلت تشاد على عضوية المحكمة الجنائية الدولية عام 2007 حين كانت علاقاتها مع السودان المجاور متوترة. وتتعهد الدول الأعضاء التعاون مع تحقيقات المحكمة وبإمكان المحكمة الجنائية الدولية أن تطلب من الدول الأعضاء إلقاء القبض على المشتبه بهم داخل أراضيها.