أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أن السعودية عاقدة العزم على الضرب بيد من حديد على كل من يستهدف عقول وأفكار وتوجهات شبابنا، وقال أن على المجتمع أن يدرك أنه شريك مع الدولة في جهودها وسياساتها لمحاربة هذا الفكر الضال. في وقت، توالت فيه ردود الفعل المنددة بالجرائم الإرهابية التي تعرضت لها المملكة أول من أمس. وعلق البيت الأبيض على تلك العمليات بالتأكيد على تعزيز التعاون الأمني مع المملكة ضد الإرهاب. (للمزيد). وجاء في كلمة خادم الحرمين الشريفين التي وجهها الى المواطنين والمسلمين في كل مكان بمناسبة عيد الفطر، وألقاها وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي: «نحمد الله سبحانه وتعالى الذي أعزنا بالدين الإسلامي الحنيف، دين الوسطية والاعتدال والمحبة والسلام، كما نحمده تعالى الذي مكن قاصدي المسجد الحرام والمسجد النبوي من المعتمرين والزوار من أداء مناسكهم بكل يسر وطمأنينة». وأكد خادم الحرمين أن «ما يشهده العالم الإسلامي اليوم من فرقة وتناحر يدعونا جميعاً إلى بذل قصارى الجهد لتوحيد الكلمة والصف، والعمل سوياً لحل مشاكل الأمة الإسلامية ونصرة قضاياها، وإن أكبر تحد تواجهه أمتنا الإسلامية هو المحافظة على ثروتها الحقيقية وأمل مستقبلها وهم الشباب من المخاطر التي تواجههم، وبخاصة الغلو والتطرف واتباع الدعوات الخبيثة المظللة التي تدفعهم إلى سلوكيات وممارسات شاذة وغريبة تتنافى مع الفطرة السوية ومع مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف، وثوابت وقيم مجتمعاتنا الإسلامية، والمملكة عاقدة العزم على الضرب بيد من حديد على كل من يستهدف عقول وأفكار وتوجهات شبابنا الغالي، وعلى المجتمع أن يدرك أنه شريك مع الدولة في جهودها وسياساتها لمحاربة هذا الفكر الضال، ونحن في هذا نستهدي بتعاليم ديننا الإسلامي الذي يعصم الدماء والأموال، مستشعرين موقعنا في قلب العالم الإسلامي، وتشرفنا بخدمة الإسلام والوقوف بجانب المسلمين في أرجاء المعمورة، والدفاع عن قضاياهم المشروعة وفي مقدمتها قضية فلسطين». ودعا الملك سلمان عشية يوم عيد الفطر السعيد إلى التفاؤل والأمل بمستقبل أفضل وغد مشرق، «سائلاً الله أن يأخذ بأيدينا لما فيه خير أمتنا وصلاحها، داعين الله أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء، وأن يرحم شهداءنا الذين استشهدوا فداءً لدينهم ووطنهم، وأن يرحم جميع أموات المسلمين». وكان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز أكد أن أمن الوطن بخير، وهو في أعلى درجاته، وكل يوم ولله الحمد يزداد قوة، مرجعاً ذلك إلى فضل الله عز وجل، ثم حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وحرص أبنائه رجال الأمن وإصرارهم على تطهير الوطن من كل من تسول له نفسه المساس بمقدساته ومكتسباته وسلامة مواطنيه والمقيمين فيه. وفي تعليق لها على الأحداث الإرهابية، قالت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء السعودية: «إن الحوادث الإرهابية الفاشلة، التي استهدفت مواقع في جدة والقطيف، ثم في حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم، تؤكد أن هؤلاء الخوارج المارقين من الدين، والخارجين على جماعة المسلمين وإمامهم تجاوزوا كل الحرمات، فلا يرعون حرماً ولا حرمة، وليس لهم دين ولا ذمة». مؤكدة أن المملكة بقيادتها وشعبها لن تهتز من أي نوع من أنواع التهديد والابتزاز، الذي يحاول النيل من ثوابتها وسياستها وسيادتها. ودان العالم التفجيرات الإرهابية الثلاثة بعد ساعات من وقوعها، وأكد قادة الدول وعدد من العلماء في برقيات واتصالات مع خادم الحرمين الشريفين استنكارهم للأحداث الغادرة، مشددين على وقوفهم مع المملكة وما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها. وأدى جموع المصلين صلاتي التراويح والقيام أول من أمس وسط أجواء روحانية لم تعكر صفوها الحوادث الإجرامية، وسط إجراءات أمنية تسعى للحافظ على حياة وسلامة الزائرين في المسجد النبوي الشريف، وأداء أركانهم بكل يسر وسهولة، في ظل الإمكانات التي تقدمها الدولة لقاصدي ثاني الحرمين الشريفين.