يُرجَّح أن تبتّ السلطات الأميركية خلال أسبوعين، في مصير وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، وتحديد هل تمضي في معركتها لدخول الأبيض أو تواجه مشكلات قضائية، وذلك بعد مقابلة طوعية أجرتها المرشحة الديموقراطية المفترضة لانتخابات الرئاسة، مع مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) حول استخدامها بريداً إلكترونياً خاصاً، خلال توليها وزارة الخارجية. وتطرّقت كلينتون إلى المقابلة التي دامت ثلاث ساعات ونصف ساعة، إذ قالت لشبكة «أن. بي. سي»: «كنت حريصة على إنجازها، وأنا سعيدة بأن الفرصة أُتيحت لي لمساعدة المكتب في التوصل إلى خلاصة للمراجعة» التي يجريها في القضية. ورفضت إعطاء تفاصيل، مؤكدة أنها عرضت إجراء المقابلة منذ آب (أغسطس) الماضي. وكرّرت أن الرسائل التي وجّهتها عبر بريدها الخاص لم تتضمّن معلومات سرية، مشيرة إلى أنها نشرت أكثر من 55 ألفاً منها. ويترقّب الأميركيون نتائج التحقيق، وهل سيوصي «أف بي آي» بإدانة كلينتون أو أحد مساعديها، بأي جرم في حال ثبوت انتهاكها سرية المعلومات، أو يكتفي بإصدار نتائج من دون إدانات. ونقلت شبكة «سي أن أن» عن مصادر في التحقيق أن «لا اتهامات متوقعة ضد كلينتون، إلا في حال صرّحت بأمور تدينها خلال المقابلة». وتوقّعت صدور نتائج التحقيق في غضون أسبوعين، أي قبل مؤتمر الحزب الديموقراطي في فيلادلفيا الذي سيختار كلينتون (إلا في حال إدانتها) مرشحة الديموقراطيين لمنازلة خصمها الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة المرتقبة في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. واستخدم ترامب حسابه على موقع «تويتر» لشنّ هجوم على كلينتون، متطرقاً إلى قضية بريدها الإلكتروني، إذ كتب أنها «مذنبة تجب إدانتها». ثم تراجع بعد تقرير «سي أن أن»، وكتب أن «النظام فاسد ولن يدين كلينتون». وسيعني طيّ التحقيق وعدم إدانة كلينتون، تجاوزها آخر عقبة أمام ترشحها للرئاسة، علماً أنها في غالبية استطلاعات الرأي، تتقدّم على ترامب وفي الولايات الحاسمة. وطغى التحقيق على السجال الانتخابي، خصوصاً بعد لقاء الرئيس السابق بيل كلينتون، زوج المرشحة الديموقراطية، وزيرة العدل لوريتا لينش في شكل غير رسمي على مدرج الطائرات في أريزونا، ما اعتبره بعضهم ضربة لصدقية التحقيق، على رغم أن الجانبين ناقشا صداقتهما الخاصة والغولف ومسائل عائلية. وأكدت لينش أن وزارة العدل ستنفّذ توصية «أف بي آي»، معترفةً بإساءة فهم اللقاء، بسبب توقيته. وأضافت أنها لن تلتقي بيل كلينتون، لو عاد الزمن إلى وراء. ودخل الحزبان الجمهوري والديموقراطي مرحلة التحضير لمؤتمريهما، الأول في كليفلاند في 18 الشهر الجاري، والديموقراطي في فيلادلفيا في 22 منه. وأوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أن ترامب يجد صعوبة في استقطاب رموز جمهورية بارزة، لإلقاء خطابات خلال المؤتمر، بسبب مقاطعة شخصيات بينها آل بوش والسيناتور جون ماكين ووزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس وآخرون. أما الديموقراطيون فيحشدون لمؤتمر صاخب في فيلادلفيا، إذ أعلنت اللجان أن كلينتون ستنقل خطاب ترشيحها إلى ملعب رياضي، لاستيعاب أضخم عدد من مؤيديها، بصفتها أول امرأة في التاريخ الأميركي تخوض معركة الرئاسة.