باريس - أ ف ب - لم تؤثر الفضائح السياسية والمالية التي اثيرت حول عائلة بيتانكور، التي تملك حصة كبيرة في مجموعة «لوريال» الأكبر عالمياً في مجال مستحضرات التجميل، في اسهم الشركة او مبيعاتها التي تحقق زيادة كبيرة. ولا تزال المجموعة على المستوى الاقتصادي بمنأى عن اللغط الذي اثاره قبل اسابيع الكشف عن تسجيلات أُجريت بصورة سرّية في منزل وريثة الشركة العملاقة ليليان بيتانكور، في اطار خلافها مع ابنتها فرانسواز، التي تعتبر ان امها البالغة من العمر 87 سنة فقدت سيطرتها على أفعالها بحيث باتت تبدد ثروتها. وتشير التسجيلات الى شبهات حول تهرّب ضريبي وتضارب في المصالح محورها وزير العمل الفرنسي اريك فيرت، وتمويل غير مشروع لحملة نيكولا ساركوزي الانتخابية الرئاسية. وتواصل مجموعة «لوريال»، التي تملك عائلة بيتانكور 31 في المئة من رأسمالها، وهي بذلك اكبر مالك ضمن المجموعة التي يبلغ رأسمالها السوقي 50 بليون دولار، انتعاشها بعد تأثرها بالازمة الاقتصادية العام الماضي، مسجلة زيادة بنسبة 12.4 في المئة في رقم اعمالها في الربع الثاني من العام الجاري. اما في البورصة، فارتفع سهم الشركة 2 في المئة خلال شهر واحد، في حين كان مؤشر «بورصة باريس» تراجع 4.8 في المئة. وازداد سعر اسهمها خلال سنة واحدة 54 في المئة، مقابل 9.4 في المئة لمؤشر البورصة الفرنسية. ويقول المحللون ان القضية السياسية ليس لها صدى كبير في عالم الأعمال، فخلال مؤتمر عبر الهاتف بين مديري «لوريال»، لم يتطرق احد منهم الى الملف او تبعاته المحتملة. وتلتزم المجموعة سياسة «لا تعليق» منذ بداية القضية التي تثير تساؤلات حول مالكيها، وقلقاً حول احتمال انتقال ملكية هذه الشركة، التي تشكل مفخرة للصناعة الفرنسية، الى مالكين اجانب. واتهَمت اثرى إمراة في فرنسا، التي تبلغ ثروتها 17 بليون يورو، ابنتها بالسعي الى السيطرة على حصة العائلة لاعادة بيعها، لكن فرانسواز نفت ذلك. وأشار الرئيس ساركوزي الى المسألة خلال مقابلة تلفزيونية في 13 تموز (يوليو) الجاري، مؤكداً رغبته في «ألا تنتقل الى بلد آخر». وكان والد ليليان هو الذي اسس الشركة في 1909، وتملك شركة «نستله» السويسرية العملاقة 29.8 في المئة من اسهمها حالياً. وتخلّت ليليان بيتانكور عن حصتها لابنتها وأحفادها، ولم تحتفظ سوى بحق الانتفاع الذي يتيح لها التحكّم بحقوق التصويت وتلقّي عائدات الاسهم. وتملك ابنتها وأحفادها الاسهم قانونياً، لكن لا يحق لهم بيعها. لكن طلب الحجر على الوريثة البليونيرة الذي جددته ابنتها هذا الاسبوع يلقي ظلالاً من الشك على الوضع. وتعتبر الابنة ان امها تتعرض للتضليل والاستغلال مادياً. ومن الصعب تقدير تبعات الحجر على ليليان بيتانكور، وفقاً لبياتريس كولن التي شاركت في تأليف كتاب «لوريال نموذجاً». وتعتبر آن كارون-ديغليز، مستشارة محكمة استئناف باريس، ان الاجراءات الجديدة ستتيح تنويع اساليب ادارة الممتلكات تحت الوصاية، في حال الحجر على ليليان بيتانكور، لكن الحجر لن يغيّر من توزيع الحصص بين بيتانكور و «نستله» التي اعلنت اخيراً انها «تفضل بقاء الحال على ما هي عليه». ويقول المحللون انها ليست بالضرورة مهتمة بشراء الشركة. ويمنع عقد الشراكة بين «نستله» وعائلة بيتانكور على الطرفين زيادة حصة اي منهما قبل انقضاء ستة شهور على وفاة ليليان بيتانكور، لكنه يعطيهما لغاية عام 2014 حق الأسبقية المتبادل، في حال قرر احد الطرفين بيع حصته. وتوضح كولن انه بالنسبة الى شركة «لوريال»، شراء «نستله» اسهمها بالكامل يتيح لها الاحتفاظ باستقلالية اكبر مما سيحصل لو اشترتها شركة منافسة اخرى.