فيما تدور حلقة إعلامية كبيرة من التطرف الإلكتروني للتنظيمات الإرهابية والذي تحاول واشنطن مكافحته اليوم في شتى الوسائل، تستعد منظمة «المشروع ضد التطرف» بالتنسيق مع البيت الأبيض والدوائر الاستخباراتية لإطلاق خلال فترة شهر، برنامج معلوماتي يرصد عبر الأدوات الصورية والسمعية المواد المتطرفة على مواقع التواصل الاجتماعي ويحذفها تلقائياً تحت غطاء قانوني بالتنسيق مع عمالقة التواصل الاجتماعي أي «تويتر» و «فايسبوك» و «يوتيوب». وكان جون برينان، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي)، أعلن انه سيندهش إذا لم يخطط تنظيم «داعش» لشن هجمات داخل الولاياتالمتحدة، وضد مصالح أميركية في الخارج. وقال مدير المنظمة السفير الأميركي السابق مارك والس ل «الحياة»: أسلحة التواصل الاجتماعي أقوى جسر فضائي تملكه داعش للتواصل مع الغرب من أجل إيصال عقيدة التطرف والكراهية». واعتبرها وسيلة فاعلة وخطيرة «ساهمت في تجنيد ذئاب منفردة مثل عمر متين في اعتداء أورلاندو الشهر الماضي، وقبله في سان برناردينو في كاليفورنيا». وأفاد مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي أي) بأن تسجيلات انور العولقي الذي قتل في اليمن وتغريدات لأنصار «داعش» ساعدت الى جانب أشرطة «يوتيوب» في تطويع متين والزوجين رضوان فاروق تافشين مالك اللذين نفذا هجوم كاليفورنيا نهاية 2015. وأوضح خبير المعلوماتية في جامعة دارتموث، هاني فريد، الذي طوّر البرنامج بالتعاون مع شركة «مايكروسوفت»، أنه مبني على التكنولوجيا ذاتها التي ابتكرها عام 2008 ونجحت يومها في رصد أي محتوى إباحي يتعلق بالأطفال على الإنترنت، وحذفه بعد رصد الصورة. ويقول فريد، وهو أميركي من أصل مصري، أن الفكرة تستنسخ برنامجه «فوتو دي أن إي» المستخدم اليوم على نطاق واسع للقضاء على أي مضمون إباحي متعلق بالأطفال أو بالاستغلال الجنسي. وشرح فريد ل «الحياة» التقنية التي سيعتمدها البرنامج والتي تنطلق قانونياً من التزام مواقع التواصل الاجتماعي بمنع المضمون العنيف والمحرض. ويقول إن مشروع مكافحة التطرف يتولى في مرحلة أولى رصد المواد على شبكة الانترنت، ثم تتعقب التكنولوجيا المستحدثة بالصورة والأدوات السمعية المصدر الأساسي للمادة، وتبتكر تقنية «الهاش» أو التوقيع القادر على نبش وإيجاد نسخ مطابقة لها أو أخرى قد يجري إعادتها في الفضاء الالكتروني. ويشير فريد الى أن «المعضلة اليوم هي تقنية، إذ تحذف مواقع التواصل الاجتماعي المواد يدوياً، والقدرة على تعريف أي فيديو أو مضمون من هذا النوع بتوقيع خاص وتعميم تعريفه يقطع الطريق أمام إعادة نشره». ويُتابع: «طورنا برنامجاً يسمح بفرض الشركات احترام شروطها، علماً انها تنفذ ذلك في شكل بطيء جداً اليوم. واجتمع فريقي مع مسؤولين في البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي وأبدوا ترحيبهم وتفاؤلهم بالفكرة». على صعيد آخر، سلمت بلجيكا الى السلطات الفرنسية حمزة عطو الذي يشتبه في مساعدته الناجي الوحيد من اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 في الفرار الى بلجيكا. وعارض عطو البلجيكي البالغ 21 من العمر تسليمه الى فرنسا، لكن القضاء البلجيكي وافق على الأجراء في 3 حزيران (يونيو) شرط أن ينفذ العقوبة التي قد تفرض عليه في بلجيكا. في كازاخستان، كشف رئيس لجنة الأمن القومي فلاديمير زوماكانوف أن أجهزة الأمن أحبطت مخططاً لشن 6 سلفيين هجوماً في البلاد باستخدام عبوات ناسفة محلية الصنع». وقال إن «مشبوهاً قتل نفسه بتفجير عبوة». لكن زوماكانوف استبعد صلة الموقوفين بهجوم دموي وقع في وقت هذا الشهر. في استراليا، اعترف مراهق بريطاني يدعى سيفديت رمضان ويبلغ 19 من العمر بتخطيط هجوم إرهابي تضمن ذبح ضابط شرطة ودس متفجرات في جراب كنغر خلال احتفالات يوم «أنزاك» في ملبورن في 15 نيسان (ابريل) 2015، والذي يكرم يوم إنزال قوات الجيشين الأسترالي والنيوزيلندي خلال معركة جاليبولي في تركيا أثناء الحرب العالمية الأولى. وكشفت الشرطة البريطانية خطة رمضان لدى تفتيشها رسائل هاتفية وجهها فتى بريطاني (15 سنة) إلى رجل في أستراليا.