بعد مرور ساعات عدة على حادث سان برناردينو في ولاية كاليفورنيا الاميركية ومقتل 14 شخصاً، غرّد أشخاص ينتمون الى تنظيمات متطرفة في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» محتفلين بالهجوم:«لقد وصلنا مع جنودنا الى كاليفورنيا. كيف تريدون النهاية؟ بسكينٍ او قنبلة؟». وذكر موقع صحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية ان التعليقات في «تويتر» جاءت من حسابات تابعة لتنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) وعددها 335 وتسمي نفسها ب «اساورتي ميديا»، اذ اغلقت «تويتر» 99 حساباً منهم، لكنها فوجئت بحسابات جديدة لهؤلاء المتطرفين الذين سخروا من اجراءات الرقابة وعادوا باخرى جديدة. وأشاد سياسيون وأخصائيو التكنولوجيا بجهود شركة «وادي السيليكون» الاميركية المختصة بقضايا التكنولوجيا في قضائها على الحسابات التي تستخدمها الجماعات المتطرفة. ودعت المرشحة لإنتخابات الرئاسة الأميركية، هيلاري كلينتون، شركات التكنولوجيا ان تتعامل مع هذه الحسابات المتطرفة بشراسة، اذ قالت: «الارهابيون يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام وغرف الدردشة، ليحتفلوا بالمجازر التي يرتكبونها وليتمكنوا من تجنيد مقاتلين لصالحهم. علينا ان نحاربهم ونغلق حساباتهم». واظهرت نتائج التحقيقات، ان عناصر تنظيم «داعش» استخدموا تكنولوجيا المانية في تنفيذهم اعتداءات باريس التي وقعت الشهر الماضي، اذ ان الرسائل التي اكتشفت في أحد الهواتف بين المهاجمين لم تكن مشفرة. وأوضحت الصحيفة، انه من المفترض على انواع التكنولوجيا المختلفة مثل تلك التي تُغلق المواقع الاباحية عبر الانترنت، ان تضع علامات ارشادية تتعلق بتحذير المستخدم بامكان وجود محتوى يتعلق بالارهاب. وقال رئيس قسم الحاسوب في كلية «دارتموت» الاميركية والذي شارك في تطوير نظام تتبع المواد الإباحية مع شركة «مايكروسوفت»، هاني فريد، انه «من المفترض ان تطبق الشركات التكنولوجية اجراءات محددة لحظر اي محتوى يتعلق بالارهاب، تماماً مثل امكان حظر اي موقع اباحي». ولفتت مديرة موقع «سايت انتلجينس غروب» الذي يتتبع الاتصالات بين الارهابيين، ريتا كاتز، ان مجموعة «اساورتي ميديا» استخدمت في حسابات «تويتر» صورة لرجلٍ ملتحٍ مراراً وتكراراً. وقالت كاتز:«موقع تويتر باستطاعته ان يوقف او يعطل مثل تلك الحسابات الارهابية التي تُستخدم لتجنيد مقاتلين جدد، لكنه لا يفعل ذلك»، بينما قال الناطق باسم «تويتر»: «نملك فريق في انحاء العالم كافة، ونتابع التحقيقات مع سلطات انفاذ القانون». ودعا الرئيس الاميركي باراك اوباما شركات التكنولوجيا الى الانضمام للمعركة ضد المتطرفين، من خلال مساعدة اجهزة الأمن في رصدهم واعتقالهم، مشدداَ على ان «داعش يضم بلطجية وقتلة ولا يتحدث باسم الإسلام». وكان هجوم كاليفورنيا جدد النقاش في فاعلية اجراءات المراقبة الإلكترونية التي تتخذها واشنطن لرصد المتطرفين الذين يلجأون الى استخدام العنف واعتقالهم.