اختتم ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أمس زيارته العاصمة الفرنسية بعدد من اللقاءات، فزار مجلس رجال الأعمال الفرنسيين وعرض معهم تفاصيل رؤيته الإصلاحية 2030، كما عقد لقاء مع المديرة العامة لمنظمة اليونسكو ايرينا بوكوفا. (للمزيد) وجرى خلال اللقاء تأكيد على التعاون مع اليونسكو من أجل تحقيق أهداف الرؤية السعودية 2030 وخصوصاً في مجالي تطوير التعليم وزيادة عدد المواقع الأثرية السعودية المسجلة في لائحة التراث العالمي. وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن زيارة الأمير محمد بن سلمان بحثت في تعزيز العلاقات التاريخية الاستراتيجية بين البلدين وملفات منطقة الشرق الأوسط. وقال إن الزيارة هدفت إلى الاستمرار في التشاور والتنسيق في المواقف بين البلدين والنظر في تعزيز وتكثيف هذه العلاقات التاريخية الاستراتيجية المميزة بين البلدين الصديقين. وهي جزء من توسيع الحوار بين الحكومتين السعودية والفرنسية. وقال الجبير في ندوة إعلامية استضافته فيها الأكاديمية الدبلوماسية الفرنسية ومديرها السفير ميشيل دوكلو إن رؤية السعودية وفرنسا متطابقة جداً بالنسبة إلى جميع مشكلات المنطقة، ومنها سورية واليمن وليبيا وقضية مسيرة السلام وأيضا بالنسبة إلى أهمية تغيير السلوك الإيراني في المنطقة. وحرص الجبير على تصحيح الصورة الخاطئة السائدة في الرأي العام الغربي والفرنسي حول السعودية. وقال إن السعودية دولة معتدلة تعرضت للهجمات الإرهابية في مكةالمكرمة والمدينة المنورة وغيرهما، وإن رؤية المملكة 2030 هي لتغيير البلد وتحديثه وتحويل الحكومة والإدارة لتصبحا أكثر فعالية وشفافية، واستخدام إمكانات الشباب في السعودية وفتح مجالات الاستثمار. وقال «هناك مشكلة في منطقتنا هي الطائفية التي دفعتها وشجعتها ايران بعد 1979. فلم يكن ذلك قبل ذلك العام في لبنان والسعودية والعراق، وبعد الثورة الإيرانية تم تأسيس نظام ثوري في إيران صدّر ثورته وأراد أن يعمل كأنه مسؤول عن كل شيعة العالم، ونتيجة ذلك رأينا زيادة الطائفية في الشرق الأوسط ونشأ «حزب الله» في لبنان وتقف إيران وراء الاضطرابات في المنطقة، في ظل غياب ردود فعل في العالم السني، مما أدى إلى المزيد من زعزعة الاستقرار وظهور حركات إرهابية. وأكد الجبير أن لا مجال لأي حوار مع إيران طالما أنها تفجر سفارات وتهرب أسلحة إلى السعودية والكويت وتدفع إلى الطائفية وتتدخل في شؤون دول أخرى واغتيال دبلوماسيين. وقال إن كل أعمال الإرهاب والحرب الأهلية مرتبطة بإيران، لذا عليها أن تغير سلوكها لكي يكون هناك حوار وتتوقف عن التدخل في اليمن والبحرين ولبنان وفي سورية والعراق ومع الفلسطينيين. وقال إن السعودية لم تكن راغبة في دخول حرب في اليمن ولم يكن لدينا أي خيار، لكن عندما يكون هناك ميليشيا متحالفة مع «حزب الله» وايران ولديها صواريخ باليستية على بعد 30 كلم من الحدود اجتاحت البلد، بما فيها الطيران كان من الضروري التحرك. والآن معظم البلد تحت سيطرة الحكومة ونأمل بحل سياسي ومن بعده إعادة إعمار اليمن. وعن سورية أكد الجبير أن اي حل في سورية يجب أن يكون من دون بشار الأسد لأنه قتل الملايين من شعبه ولجأ إلى التعذيب وشرد الملايين وهو سبب الإرهاب.