اعلنت القوة الدولية للمساعدة في إحلال الأمن في افغانستان (ايساف) توقيف متمردين اثنين «يشكلان تهديداً مباشراً» لمؤتمر دولي يعقد في كابول الاسبوع المقبل بحضور وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون. وتزامن توقيف المشبوهين اللذين لم تكشف هويتهما، مع اعلان الحكومة الافغانية موافقة الرئيس حامد كارزاي على رغبة أميركية بتشكيل مجموعات للأمن الذاتي في المناطق الأفغانية على غرار «ميليشيات الصحوة» التي شكلت في العراق. ووصفت «ايساف» الموقوفين بأنهما «مسهلان» لهجمات المتمردين في العاصمة الافغانية، مشيرة الى دهم منزل كانا فيه. وأفيد بأن أحد الموقوفين مطلوب في ثلاث اعتداءات سابقة. ويتوقع حضور مسؤولين من اكثر من 60 دولة من بينهم كلينتون وممثلو منظمات دولية، مؤتمر المانحين، استكمالاً لمؤتمر لندن في كانون الثاني (يناير) الماضي. وسيناقش الشركاء الدوليون للحكومة الافغانية الذين يمولون حيزاً كبيراً من موازنتها، التقدم المحرز في السنوات الاخيرة ومشاريع التنمية المستقبلية. واشار المبعوث الاميركي الى افغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك ان وزيرة الخارجية الاميركية ستتوقف في إسلام آباد في طريقها الى كابول، لإجراء محادثات مع المسؤولين الباكستانيين لمناقشة مساهمة بلادهم في مكافحة «طالبان». ورأى هولبروك انه «في وقت يثير مؤتمر كابول اهتماماً دولياً، ستكون زيارة وزيرة الخارجية الى إسلام آباد مهمة ايضاً» في اطار الجهود التي تبذل لتحسين العلاقات الاميركية - الباكستانية. واضاف ان كلينتون ستشارك خصوصاً في دورة «للحوار الاستراتيجي» الاميركي - الباكستاني مع نظيرها شاه محمود قرشي. في الوقت ذاته، قدم هولبروك تقويماً متفاوتاً للحرب في افغانستان خلال مثوله امام لجنة في مجلس الشيوخ الاميركي اعتبرت ان واشنطن لم تحقق ما يكفي من الانجازات للتقدم في حملتها المتعثرة هناك. وقال هولبروك: «أعتقد ان هناك عوامل مهمة تشير الى تقدم في مجالات عدة لكنني لا ارى بعد نقطة تحول نهائية في اي اتجاه». ودافع هولبروك عن تحديد الرئيس الاميركي باراك اوباما موعداً لبدء انسحاب القوات الاميركية من افغانستان في تموز (يوليو) 2011، والذي اعتبر المعارضون الجمهوريون انه ينسف الجهود من اجل انتصار النظام الافغاني في حربه ضد «طالبان». وقال الديبلوماسي الاميركي: «الفكرة كانت واضحة: ابلاغ العالم والافغان اننا لسنا بصدد تصعيد مفتوح ولا حدود له كما حصل في فيتنام»، وذلك في تكرار لتعهد اوباما بأن وتيرة الانسحاب ستكون رهناً بالوضع الامني. واضاف: «لم يتقرر بعد حجم ونطاق وتوقيت ووتيرة وموعد انتهاء انتشار القوات القتالية»، كما ان الالتزام الاميركي في المساعدة الاقتصادية وتدريب القوات الأمنية الأفغانية سيستمر بعد رحيل القوات القتالية.