الفرنسية أهمية خاصة في ظل تسارع المتغيرات الدولية والإقليمية التي تتطلب تبادل الآراء وتنسيق المواقف بين المملكة ودول العالم والتي تحتل فيها فرنسا موقعاً مميزاً. وتهدف سياسة البلدين بقيادة كل من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس فرانسوا هولاند، إلى الإسهام إلى تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في العالم بشكل عام والمنطقة بشكل خاص، إذ يعبّر البلدان في كل مناسبة عن ارتياحهما التام لتطور العلاقات بينهما في مختلف مجالاتها السياسية والاقتصادية والثقافية والدفاعية، وعن تطابق وجهات النظر حيال الكثير من القضايا المشتركة. وتثبت الأحداث والتطورات في المنطقة عمق هذه العلاقات القائمة على التشاور المستمر بين قيادتيهما لإيجاد أفضل السبل لحل الأوضاع في المنطقة، كما تشهد تطوراً مستمراً منذ أن أرسى قواعدها الملك فيصل بن عبدالعزيز يرحمه الله، والرئيس الفرنسي الراحل شارل ديغول في 1967. وأسهمت الزيارات المتبادلة بين قيادات البلدين وكبار المسؤولين فيهما في تطور العلاقات بين الجانبين، ومن أهمها - بحسب وكالة الأنباء السعودية - قيام الملك خالد بن عبدالعزيز - رحمه الله - بزيارتين إلى فرنسا الأولى في 1398ه والثانية في 1401ه. وكذلك قيام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - بزيارتين عندما كان ولياً للعهد في 1395 و1401 ه، ومثلتا خطوتين مهمتين في سبيل تطوير العلاقات الاقتصادية. وفي عام 1397ه زار الرئيس الفرنسي الأسبق فاليرى جيسكار ديستان، المملكة وهي أول زيارة يقوم بها رئيس فرنسي، كما قام بزيارتين مماثلتين في 1400 و1401 ه. كما قام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - بزيارتين رسميتين في 1404 و1407ه. وفي عام 1405ه وعندما كان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - ولياً للعهد قام بزيارتين إلى فرنسا في 1405 و1419ه، فيما قام الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران بزيارة رسمية إلى المملكة في 1411ه. وتعد زيارة الرئيس الفرنسي جاك شيراك في 1417ه خطوة أخرى على طريق ترسيخ العلاقات السعودية - الفرنسية وتوطيدها بين البلدين، ولحقتها زيارتان قام بهما كذلك إلى المملكة في 1422 و1427ه. وفي عام 1429ه قام الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بزيارة رسمية جرى خلالها التوقيع على عدد من الاتفاقات المشتركة بين البلدين. وقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حين كان أميراً لمنطقة الرياض في 29 نيسان (أبريل) 1997 بزيارة إلى فرنسا التقى خلالها بالرئيس جاك شيراك، ووقع مع عمدة باريس جان لييري في باريس ميثاق تعاون وصداقة بين مدينتي الرياضوباريس، كما التقى عدداً من كبار المسؤولين الفرنسيين. وفي 1986 افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (أمير منطقة الرياض آنذاك) والرئيس الفرنسي جاك شيراك معرض المملكة بين الأمس واليوم، الذي نظم في باريس في إطار العلاقات الثقافية التي تربط بين البلدين، وزاره مئات الآلاف من الفرنسيين والمقيمين وتعرفوا من خلاله على ماضي المملكة وتقاليدها وقيمها الدينية والحضارية ونموها الحديث ومنجزاتها. وفي أيلول (سبتمبر) 2014 قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (عندما كان ولياً للعهد ووزيراً للدفاع) بزيارة رسمية إلى فرنسا تلبية لدعوة تلقاها من الرئيس فرانسوا هولاند، وقام الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بزيارة إلى المملكة في الخامس من أيار (مايو) 2015، حضر خلالها افتتاح أعمال الاجتماع التشاوري ال15 لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الرياض، إذ يدعى للمرة الأولى رئيس دولة أجنبية لحضوره.