كابول، واشنطن - رويترز، أ ف ب - وافق الرئيس الأفغاني حميد كارزاي على خطة أميركية مثيرة للجدل لتشكيل مجموعات أمنية محلية للمساعدة في التصدي ل «طالبان». وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ان مجموعات الدفاع الذاتي في القرى الأفغانية التي وافقت كابول على تشكيلها بناء لاقتراح اميركي، تشكل «حلاً موقتاً» لمشكلة النقص في عديد الشرطة هناك. وأعادت انباء تشكيل هذه المجموعات الى الأذهان «ميليشيات الصحوة العراقية» علماً ان الميليشيات تثير حساسية عند الأفغان الذين لم ينسوا الدور الذي لعبته احزاب المجاهدين في الحرب الأهلية الدامية التي تلت رحيل السوفيات. وقال مسؤولون أفغان إن كارزاي قاوم لفترة طويلة ضغوط واشنطن من أجل تشكيل وحدات مشابهة في المناطق التي يشتد فيها التمرد، لكنه وافق على الفكرة في نهاية الأمر الأربعاء. وأعلن مكتب الرئيس الأفغاني في بيان ان الموافقة صدرت بحضور مسؤولين محليين وقائد القوات الدولية التي يقودها حلف شمال الأطلسي الجنرال ديفيد بترايوس وأركان السفارة الأميركية في كابول. وقال حامد علمي الناطق باسم كارزاي ان «الحجم والراتب ومدة الاحتياج لها (المجموعات الأمنية) ستعدها وزارة الداخلية. وسوف يتم تشكيلها (هذه القوات) في الأماكن التي تفتقر إلى الأمن». وأضاف علمي إن الحكومة لا تخطط لإمداد أفراد القوات بأسلحة وإنما سيعتمدون على أسلحتهم الشخصية. ويحتفظ العديد من الأفغان خصوصاً في الأماكن الريفية بأسلحة يخفونها بعيداً من متناول قوات الأمن وهي ميراثهم من عقود من الحرب. وسوف تعمل القوات تحت إشراف وزارة الداخلية في مساعدة الشرطة الأفغانية في حماية المناطق من الهجمات التي تشنها «طالبان». وقال الناطق باسم «البنتاغون» انه «حل موقت لمشكلة حقيقية على المدى القصير». وأضاف «سيكون حلاً موقتاً لأنه ليس لدينا عدد كاف من رجال الأمن لفرض الأمن في العديد من المناطق المأهولة، فيما نقوم بإعداد وتدريب القوات الأفغانية». وتساعد القوات الأميركية قرى افغانية على حماية ذاتية ضد «طالبان»، كما اعلن الجنرال الأميركي بن هودجز قائد عمليات القوات الأميركية في جنوبافغانستان. وأضاف موريل ان الهدف من هذا البرنامج الذي يدعمه الجنرال بترايوس ليس انشاء «ميليشيات» قد تخرج لاحقاً عن السيطرة وهو ما تخشاه السلطات الأفغانية. وشدد على ان «الأمر يتعلق بوحدات من الشرطة المحلية وليس بميليشيات. سيتم تدريبها ودفع تكاليفها وتجهيزها من قبل الحكومة (الأفغانية) للحماية من الأشرار في أحيائها». وتذكر هذه التجربة بمبادرة الجيش الأميركي في العراق لتشكيل قوات «الصحوة» في ايلول (سبتمبر) 2006 والتي ضمت متمردين سابقين من السنة انقلبوا على «القاعدة» وطردوها من مناطقهم. وساهم هؤلاء الى حد كبير في تراجع العنف في العراق. وازداد تمرد مقاتلي «طالبان» عنفاً في السنتين الأخيرتين وتوسع نطاق عملياتهم ليشمل كل البلاد تقريباً وذلك على رغم انتشار 142 الف جندي من القوات الدولية.