يقول كثيرون من عشاق كرة القدم إنه لا ينقص ليونيل ميسي سوى الفوز ببطولة واحدة مع منتخب الأرجنتين ليصبح أسطورة كرة القدم على مر العصور، لكن النهائي «الملعون» هرب من بين أقدام «البرغوث» للمرة الثالثة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، بعدما خسر أمام تشيلي أمس (الأحد) بطولة كوبا أميركا. وخسرت الأرجنتين نهائي بطولة «كوبا أميركا 2016» أمام تشيلي في مباراة جرت ليل الأحد - الإثنين، بعدما فازت الأخيرة بركلات الترجيح (4-2) عقب انتهاء الوقت الأصلي ثم الإضافي، بالتعادل من دون أهداف في النسخة المئوية لأقدم مسابقة دولية في العالم. ونجحت تشيلي للمرة الثانية على التوالي في القضاء على حلم ميسي بالحصول على أي بطولة كبرى مع منتخب التانغو تتيح له الجلوس في مقاعد الأساطير بجوار مواطنه مارادونا، بعدما توجت بالبطولة بالطريقة نفسها عقب نهاية الوقت الأصلي بالنهاية ذاتها، التعادل السلبي، لتفوز بركلات الترجيح. وأهدر ميسي (29 عاماً) المتوج خمس مرات بجائزة أفضل لاعب في العالم ركلة الترجيح الأولى لمنتخب الأرجنتين، ليدخل في نوبة بكاء بعد ذلك، معلناً اعتزاله اللعب مع التانغو، ليقضي على أي أمل لنفسه في وضع لقب بطولة كبرى مع منتخب بلاده في خزانة بطولاته وألقابه مع برشلونة. وفاز ميسي الذي يعتبره كثيرون أفضل لاعب في جيله بكل لقب ممكن على مستوى الأندية مع برشلونة وفاز مع الأرجنتين فقط ببطولة العالم تحت 20 عاماً وبالميدالية الذهبية الأولمبية في بكين العام 2008. وشارك «البرغوث» في نهائي «كوبا أميركا» ثلاث مرات في أعوام 2007 و2015 و2016 وفي نهائي كأس العالم 2014، وخسر فريقه في كل هذه المرات، وفشل التانغو أيضاً في هز الشباك في جميع هذه المباريات النهائية، ليبقى بين ميسي ولقب الأسطورة الفوز بنهائي واحد مع التانغو. ويبدو أن هذا «النهائي الملعون» لن يأتي أبداً، إذ أعلن ميسي عقب الخسارة أنه اعتزل دولياً. ونقل حساب منتخب الأرجنتين على «تويتر» عن ميسي قوله: «هذا صعب. هذا ليس الوقت المناسب للتحليل. في غرفة اللاعبين أدركت أن هذه هي النهاية بالنسبة إلي مع المنتخب الوطني لكنها ليست نهايتي». وأضاف: «هذا هو شعوري الآن. شعور بالحزن العميق بعدما أهدرت ركلة ترجيح كانت في غاية الأهمية. حاولت بكل قوة التتويج باللقب مع الأرجنتين لكنه لم يحدث. لم أتمكن من تحقيق ذلك». وسبّب قرار ميسي صدمة هائلة لبقية زملائه في المنتخب الذين عبروا عن أملهم في تراجعه عن القرار، خصوصاً وأنه جاء بعدما أصبح الهداف التاريخي للأرجنتين في الأسبوع الماضي اثر تفوقه على السجل التهديفي لغابرييل باتيستوتا. وقال صديقه المقرب سيرجيو أغويرو إن «الأجواء في غرفة الملابس كانت في غاية السوء بشكل لم يسبق له مثيل»، في حين يعتقد حارس المرمى سيرجيو روميرو أنه «تأثر كثيراً بما حدث، لأننا أهدرنا هذه الفرصة الكبيرة».