سلم الجيش الأميركي إلى السلطات العراقية، قبل أسابيع من انسحابه، 26 مسؤولاً سابقاً كان يعتقلهم، بينهم نائب رئيس الوزراء السابق طارق عزيز. واستعداداً للانسحاب الأميركي، يسعى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى تشكيل قوة خاصة للمرابطة على الحدود مع العراق لمنع المتمردين الأكراد من التسلل إلى بلاده على صعيد آخر، يستأنف الطيران السعودي اليوم رحلاته إلى العراق، بعد عشرين سنة من توقفه. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ قوله أمس إن «26 معتقلاً من كبار مسؤولي النظام السابق صدرت بحقهم أحكام نقلوا الى سجن الكاظمية الذي تديره وزارة العدل (...) قبل يوم من نقل سجن كروبر الذي يضم 1600 معتقل من القوات الأميركية إلى السلطات العراقية». وأضاف الدباغ أن «بين المعتقلين طارق عزيز، وعبد حمود، السكرتير الشخصي للرئيس المخلوع صدام حسين، ومحمد زمام وزير الداخلية السابق، وعامر محمد رشيد وزير النفط السابق». واشار الى أن «مئتي معتقل آخرين من كبار مسؤولي النظام السابق سيبقون في قسم يخضع الى إجراءات مشددة في معسكر كروبر، بعد أن تتسلم مسؤوليته القوات العراقية غداً» (اليوم). وكان محامي طارق عزيز، بديع عارف، أعلن أن القوات الأميركية سلمت موكله الى السلطات العراقية، مؤكداً أن «حياة موكله الآن في خطر». وقال عارف الذي يقيم في عمان: «تلقيت اتصالاً من السيد طارق عزيز أعلمني خلاله بانه سلم الى الجانب العراقي وهو حالياً في سجن الكاظمية في بغداد». واعتبر تسليمه «انتهاكاً لميثاق الصليب الأحمر الذي لا يجيز تسليم موكلي الى خصومه»، وناشد «المنظمات الدولية التدخل». وتابع أن «موكلي قال لي إن الرئيس الأميركي باراك أوباما لا يختلف عن جورج بوش (الرئيس الأميركي السابق) وسيشترك بعملية قتلنا في شكل غير مباشر». وكان طارق عزيز (74 سنة) المسيحي الوحيد في فريق الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، الواجهة الدولية للنظام وبذل جهوداً كثيرة مع عواصم أوروبية لمنع اجتياح العراق. وسلم نفسه في 24 نيسان (أبريل) 2003 الى القوات الأميركية بعد أيام على دخولها بغداد. وتطالب عائلته باستمرار بإطلاقه بسبب وضعه الصحي المتدهور. وحكم على طارق عزيز للمرة الأولى في آذار (مارس) 2009 بالسجن 15 عاماً بعد ادانته بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية» في قضية إعدام 42 تاجراً في بغداد في 1992 بتهمة التلاعب بأسعار المواد الغذائية عندما كان العراق خاضعاً لعقوبات الأممالمتحدة. في أنقرة، اقترح أردوغان نشر قوات خاصة على الحدود مع العراق لمنع تسلل عناصر حزب «العمال الكردستاني»، وطرح الفكرة خلال لقائه زعيم حزب اليسار الديموقراطي معصوم تركار، خلال جولته على زعماء أحزاب المعارضة لطلب الدعم السياسي لما يقول انه استراتيجية جديدة في التصدي للمتمردين الأكراد. وتقوم الفكرة على تدريب حوالى 3000 جندي تدريباً خاصاً والتعاقد معهم على أن يبقوا في المناطق الحدودية بين 5 الى 10 سنوات من دون أن يعودوا الى المدن أو القرى، أن يعيشوا مثلما يعيش عناصر حزب «العمال الكردستاني». ويقترح كذلك بناء 150 مركز مراقبة لتقديم الدعم اللوجستي لهؤلاء الجنود المحترفين، مع التوضيح أن كل من سيتقدم لهذه الخدمة يجب أن ينعزل عن أهله وأقاربه، وأن يكون مستعداً للموت خلالها مع ضمان عمل حكومي ملائم له بعد انقضاء سنوات خدمته في الجبال. وأكد وزير الدفاع وجدي غونول أن العمل يجري حالياً على بلورة هذه الفكرة بالتعاون مع قيادة الأركان لوضع الصيغة القانونية واختيار الجنود المناسبين. في الرياض، أعلنت الخطوط الجوية السعودية أمس استئناف رحلات منتظمة بين المملكة والعراق، بعد 20 عاماً من تعليقها، إثر الغزو العراقي للكويت. وقال مدير التسويق في شركة «الوفير للطيران» صالح بوقري إن الشركة ستدشن اليوم رحلاتها إلى العراق برحلة الى البصرة (جنوب). وستسير السبت والاثنين رحلات الى بغداد. ولدى اطلاقها في أيلول (سبتمبر) 2009 تخصصت «الوفير للطيران» في تنظيم رحلات تشارتر لنقل الحجاج والمعتمرين الى جدة، خصوصاً من النيجر وتشاد وليبيا والهند. وفي الآونة الأخيرة بدأت تسيير رحلة أسبوعية الى جاكرتا، كما حصلت على موافقة السلطات لتسيير رحلات الى العراق.