جلب احدث استطلاع للرأي العام في الولاياتالمتحدة «أنباء مزعجة» للرئيس الأميركي باراك أوباما، خصوصاً على أبواب انتخابات التجديد النصفي للكونغرس والتي تنذر بتراجع موقع الحزب الديموقراطي في المجلس. وأظهر الاستطلاع فقدان أوباما الزخم الذي رافق توليه سدة الرئاسة أوائل العام الماضي، إذ سجل تراجع الثقة به، مستوى جديداً، بعدما أعلن قرابة 60 في المئة من الأميركيين انهم لا يثقون بقدرته على اتخاذ قرارات صائبة، في حين اعلن حوالى 70 في المئة انهم لا يثقون بالنواب الديموقراطيين، ونسبة مماثلة ابدت عدم ثقتها بالنواب الجمهوريين. وعكس ذلك تنامي مخاوف الأميركيين من عجز البيت الأبيض عن تحقيق إصلاحات مطلوبة في مجالات عدة، أبرزها نظام الرعاية الصحية، أو عجز الإدارة عن إخراج البلاد من الركود الاقتصادي في وقت قريب. وبيّنت نتائج الاستطلاع الذي أجرته صحيفة «واشنطن بوست» وشبكة «أي بي سي» الأميركيتين، أن شعبية أوباما واصلت الانخفاض وبلغت 50 في المئة، في ظل استمرار خيبة الأمل من تعامله مع الملف الاقتصادي، سواء لجهة معالجة العجز في الموازنة أو في الميزان التجاري. واقتصرت الثقة بقدرة أوباما على اتخاذ قرارات صائبة، على 43 في المئة من الناخبين، في حين اعتبر 54 في المئة انه عاجز عن ذلك. وسجّلت شعبية أوباما بين الأميركيين البيض انخفاضاً جديداً وبلغت 40 في المئة، في حين سجلت شعبيته على المستوى الوطني 50 في المئة. وأبدى 47 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع معارضتهم لأدائه، وللمرة الأولى منذ تسلمه الرئاسة، فاق عدد الذين يعارضونه بشدة، عدد أولئك الذين يؤيدونه بشدة. ومن بين الذين أكدوا انهم سيصوّتون في انتخابات تشرين الثاني (أكتوبر) المقبل، قال 53 في المئة انهم لا يوافقون على طريقة أداء أوباما لمسؤولياته، في حين أيد 43 في المئة من الأميركيين فقط أداء أوباما في الملف الاقتصادي، في مقابل 54 في المئة لم يستحسنوا أداءه في هذا المجال. وسجل أوباما أسوأ النسب في تعامله مع موضوع العجز في الموازنة، إذ عارضه 56 في المئة، في مقابل 40 في المئة أيدوه. ولكن النسبة اختلفت قليلاً في موضوع الرعاية الصحية، إذ أيد أداءه في هذا المجال 45 في المئة، وفي موضوع تنظيم القطاع المالي إذ رأى 44 في المئة أن الرئيس يبلي بلاء حسناً. ونال أوباما أفضل النتائج على أدائه كقائد أعلى للقوات المسلحة إذ حصل على تأييد 55 في المئة من المستطلعين. وعلى رغم هذه النتائج، فان الثقة بأوباما ظلت أعلى من الثقة بأعضاء الكونغرس الديموقراطيين الذين أكد 70 في المئة من الأميركيين انهم لا يثقون بهم، ولا بنظرائهم الجمهوريين في الكونغرس. وأبدى نحو ثلثي المستطلعين غضبهم وعدم رضاهم في ما يتعلق بأداء الحكومة الفيديرالية. وشمل الاستطلاع عينة من 1288 بالغاً بينهم 151 ناخباً مسجلاً بهامش خطأ بلغ 3.5 في المئة.