أظهرت الدراسة الأخيرة التي أجرتها «ماستركارد العالمية» حول مؤشر ثقة المستهلك، أن اللبنانيين يبدون، مع اقتراب النصف الثاني من السنة الحالية، مستوى تفاؤل أقل مما في النصف الأول. وأظهرت أن النتائج في لبنان سجلت تراجعاً في ثقة المستهلكين (44.6 في مقابل 55.4 قبل ستة أشهر)، أقل من مستوى العام الماضي (64.4). واستمر الاستطلاع الذي أجري على 2400 مستهلك من ستة بلدان في منطقة الشرق الأوسط والمشرق العربي هي مصر والكويت ولبنان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من 15 آذار (مارس) إلى 12 نيسان (أبريل). وتشير الإحصائية إلى أن المستهلكين اللبنانيين أصبحوا أقل تفاؤلاً للأشهر الستة المقبلة بنسبة (44.6). ويبدون أكثر تفاؤلاً حول مؤشر جودة الحياة (43.6 في مقابل 57.5)، وسوق الأسهم (45.4 في مقابل 56.5)، الدخل الثابت (49.8 في مقابل 54.7)، الاقتصاد (42.6 في مقابل 54.5) والتوظيف (41.8 في مقابل 45.0). وقال الرئيس الإقليمي ل «ماستركارد العالمية» في مصر ودول المشرق العربي، (دول الخليج العربي) شون رشيد: «ما يشجعنا ملاحظة أن أولويات الشراء الرئيسة لدى المستهلكين اللبنانيين تنصب على التعليم. وتعدُّ هذه الإحصاءات قياسية وتفوق الأرقام الوسطية لمنطقة الشرق الأوسط، التي تتمحور أولويات الشراء فيها على المطاعم والترفيه والأزياء والإكسسوارات. وأظهرت مؤشرات ثقة المستهلكين في الشرق الأوسط والمشرق العربي تفاؤلاً جيداً، فسجلت 69.2 وإن كانت أقل من الفترة السابقة (74.5) لكنها تبقى أفضل من نتيجة العام الماضي عند (49.9). وبلغت في الكويت 96.9 في مقابل 70.9، ما يجعلها تتفوق على سائر الأسواق الأربعة والعشرين التي خضعت لهذه الدراسة. وحلّت السعودية ثانية على مستوى سوق منطقة الشرق الأوسط والمشرق العربي، بحيث ارتفعت ثقة المستهلكين فيها من 83.2 إلى 85.0. وانخفضت سوق الإمارات انخفاضاً بسيطاً في ثقة المستهلكين بواقع 82.4 في مقابل 86.1، لكنها تبقى من الأسواق الثلاثة الأولى الأكثر تفاؤلاً في منطقة الشرق الأوسط والمشرق العربي. وكانت نتائج ثقة المستهلكين في مصر ولبنان وقطر أقل تفاؤلاً. فانخفضت في مصر من 59.5 إلى 45.5 ولكنها تبقى أكثر تفاؤلاً من نتيجة العام الماضي (32.3). وانخفضت في لبنان من 55.4 إلى 44.6. وشهدت قطر انحداراً حاداً على مستوى ثقة المستهلكين بواقع 65.8 بينما كانت في السابق 89.2. وحول أولويات الشراء للمستهلكين يتطلع 30 في المئة من المستهلكين في لبنان إلى زيادة نفقاتهم الاحترازية على رغم انعدام ثقتهم في الأوضاع الاقتصادية. وهذه الأرقام أعلى من المعدل الوسطي المسجل في الشرق الأوسط والبالغ 20 في المئة. وجاءت نسب أولويات الإنفاق العليا في منطقة الشرق الأوسط والمشرق العربي خلال الأشهر الستة المقبلة على النحو الآتي: المطاعم والترفيه 71 في المئة، الأزياء والإكسسوارات 49 في المئة، شراء المنازل والعقارات أو تجديدها 45 في المئة. بينما جاءت النسب في لبنان كما يأتي: التعليم 55 في المئة، والمطاعم والترفيه 26 في المئة وتندرج في المرتبة الثانية من حيث الأولوية، وهي أدنى بكثير من معدل الشرق الأوسط. وينفق المستهلكون في منطقة الشرق الأوسط والمشرق العربي أكثر من 50 في المئة من دخلهم على الاحتياجات العائلية، بينما ينفق المستهلكون في الكويت وقطر والإمارات من 21 إلى 50 في المئة من دخلهم على الاحتياجات العائلية. وعلى مدى الأشهر الستة المقبلة، يتوقع 60 في المئة من المستهلكين في لبنان أن يدخروا أقل من 21 في المئة من دخلهم، وهذه الأرقام هي الأعلى وسط فئات الذكور، والفئات الأخرى التي يبلغ دخلها العائلي 10 آلاف دولار وما دون.