يقال شعبياً إن المشمش فاكهة الجمال والبشرة المتألقة، ينظم النوم، وينشط الجسم والعقل، ويقوّي العظام والأنسجة في شكل عام، ويجدّد الخلايا، وتنصح الحوامل بتناوله للوقاية من سوء التغذية. ولطالما صُنّف المشمش بين أفضل الأغذية لصحة الشعر والبشرة والعينين. في أوروبا ارتبط اسم المشمش بإثارة الشهوة، واستخدمه شكسبير في هذا الإطار في احدى مسرحياته. ومن حسنات المشمش أنه يحتوي على فيتامين «أ» الذي يحمي شبكية العين ويغذيها، كما أنه من بين أهم النباتات غنى بالكاروتينيدات المضادة للأكسدة المشهورة بأنها تقلل من شحوم الدم، وتحمي القلب والشرايين، وتقي من الأورام الخبيثة. وللحصول على فوائد المشمش يُنصح بأكل الثمار قبل تناول الطعام ومن دون تقشيرها لأن المعادن والفيتامينات تتركز معظمها فيها، كما أن المشمش غني بالألياف التي تحمي الأمعاء من الاضطرابات الهضمية. لكن ماذا عن زيت المشمش ونواته؟ إن زيت المشمش خفيف، ولا رائحة له، وتمتصه البشرة بسهولة، ولذا يستعمل عادة في صناعة مستحضرات التجميل لأنه يضم نسباً عالية من الفيتامينات والأحماض الدهنية القادرة على تليين البشرة، وترطيب الجلد، وتسريع عملية تقشير الخلايا الميتة من الطبقة السطحية للجلد. ويستخدم زيت المشمش في علاج البثور والالتهابات الناجمة عن حب الشباب. كما يستخدم بصورة خاصة كعامل مضاد للتجاعيد التي تظهر حول العينين. وتستعمله النساء لمقاومة الهالات السود ولتعطير الجسم. ويصنف هذا الزيت بين أكثر الزيوت المستعملة تدليكاً للتخفيف من الألم والإجهاد. ويمكن استعمال زيت المشمش في تحضير السلطة. أما نواة المشمش فلها فوائد عدة، من بينها أنها تعزز قدرة الجسم على مقاومة نزلات البرد، وتخفف وطأة الآلام المفصلية، وتحمي من السرطان، وتخفض ضغط الدم. وفي القرن السابع عشر شاع في اوروبا استعمال نواة المشمش في معالجة تقرحات المعدة، إلا ان بحوثاً أميركية نشرت في الثمانينات أشارت الى عدم صحة هذا الافتراض علمياً. أما في شأن أكل نواة المشمش فقد أطلقت «وكالة المعايير الغذائية» البريطانية تحذيراً من أكل هذه النواة، ووصفت محتوياتها بسم يقتل آكليها، سواء جاءت هذه من حبة مشمش طازجة أم من حبة مجففة. وأفادت الوكالة بأن نواة عجوة المشمش غنية جداً بمركب السيانيد، المصنف طبياً بسم زعاف قاتل. وشرحت الوكالة في تحذيرها على موقعها وفي وسائل إعلام بريطانية أن استهلاك كمية 190 غراماً منها كافية لإنهاء حياة آكلها. في المقابل فإن استهلاك كميات أقل من 65 أو 90 غراماً مرة واحدة، يعرض صاحبها الى مضاعفات مثيرة للقلق، أشهرها التنميل أو الخدر في أطراف الأصابع. أما عصير المشمش فلا يقل فائدة عن العصائر الأخرى الطبيعية، فهو غني بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة. ويوصى به بقوة في فصل الحر لأنه يقضي على العطش، ويرطب الجسم، ويكافح الجفاف، ويطرد السموم من الجسم، ويحفّز عمل الجهاز المناعي.