أكملت إدارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة استعداداتها لتنفيذ الخطة العامة لأعمال الدفاع المدني في حالات الطوارئ خلال العشر الأواخر من شهر رمضان الجاري، وتعزيز الإجراءات الوقائية للحد من الأخطار المرتبطة بوجود أعداد كبيرة من المعتمرين بمكةالمكرمة. وأجمع قادة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة على وجود تنسيق كامل مع جميع الجهات الحكومية المعنية بتنفيذ أعمال الدفاع المدني في حالات الطوارئ من خلال مركز تنسيق العمليات الموحد والذي يوجد به مندوبون لكافة الجهات الحكومية على مدار الساعة منذ بدء شهر رمضان لسرعة اتخاذ القرار في التعامل مع أية حالات طارئة. وأوضح مدير الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة العميد أحمد الدليوي أن استعدادات الدفاع المدني لشهر رمضان هذا العام استوعبت الدروس والملاحظات المستفادة كافة من مواسم العمرة السابقة، كما شملت إجراءات خاصة بالمشاريع الضخمة الجاري تنفيذها بالمسجد الحرام، لافتاً إلى أن خطة الدفاع المدني تتضمن عدداً من المحاور الأساسية: أولها المحور الوقائي، ويشمل إجراء الكشف الوقائي على جميع المنشآت السكنية والفندقية لإيواء المعتمرين، وكافة المنشآت الأخرى التي يرتادونها، كالمراكز التجارية والمطاعم وغيرها، ومتابعة توافر اشتراطات السلامة في جميع هذه المنشآت، ثم المحور العملياتي وتركَز على نشر الوحدات والفرق الميدانية المجهزة بكافة الآليات والمعدات لمواجهة كافة الأخطار الافتراضية المحتملة ولا سيما خلال العشر الأواخر من رمضان، وأيام الجمع، وليلة ال27 والتي تشهد زيادة كبيرة في أعداد المعتمرين. وأشار الدليوي إلى تخصيص أحد محاور خطة الدفاع المدني لشهر رمضان لتنمية وعي المعتمرين والقائمين على خدمتهم باشتراطات السلامة من خلال فرق التوعية الميدانية وتوزيع عدد كبير من الإصدارات التوعوية المترجمة إلى مختلف اللغات، إضافة إلى الرسائل التوعوية التي يتم بثها عبر الشاشات التلفزيونية واللوحات الإرشادية في محيط المسجد الحرام. من جانبه، أوضح مدير إدارة السلامة بالإدارة العامة للدفاع المدني بالعاصمة المقدسة العقيد عبدالله القرشي أن الاستعدادات للعشر الأواخر من رمضان تتضمن تكثيف الجولات التفقدية لجميع منشآت إيواء المعتمرين والمطاعم والمستودعات لمنع استحداث أية مخالفات تمثل خطراً على سلامة ضيوف الرحمن، وتطبيق الإجراءات النظامية بحق أية منشآت مخالفة، بدءاً من الغرامات المالية مروراً بقطع المياه والكهرباء عن المنشآت التي يتم رصد مخالفات جسيمة بها ووصولاً إلى إغلاق المنشأة نهائياً وإخلاء المعتمرين منها إلى مواقع آمنة. وحذّر القرشي إدارات وملاك المنشآت التي تقدم خدماتها للمعتمرين من أية مخالفة للأنظمة ولوائح الدفاع المدني، داعياً مؤسسات العمرة إلى التعاون مع رجال الدفاع المدني في إزالة وتصحيح أية مخالفات يتم رصدها، لأجل تقديم صورة مشرفة لما تبذله الدولة من جهود وإمكانات ضخمة لتيسير أداء مناسك العمرة لملايين المسلمين، لافتاً النظر إلى تكثيف عمل فرق السلامة خلال العشر الأواخر من شهر رمضان وطوال أيام عيد الفطر المبارك، إضافة إلى تكامل جهود جميع إدارات الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة في تنفيذ الخطة العامة لأعمال الدفاع المدني في حالات الطوارئ، بمتابعة ودعم مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل. وأفاد مشرف المسح الوقائي بالعاصمة المقدسة الرائد محمد العبود بوجود خطة تفصيلية مجدولة لمتابعة متطلبات السلامة في جميع المنشآت التي يرتادها المعتمرون، بما في ذلك الحدائق العامة والساحات وكافة المنشآت بالمنطقة المركزية، والتأكد من خلوها من كل ما يهدد سلامة ضيوف الرحمن، منوهاً إلى تخصيص عدد من فرق المسح الوقائي التي تغطي جميع أحياء مكةالمكرمة والمواقيت ومحطات الوقود والطرق التي يسلكها المعتمرون باتجاه المسجد الحرام وشبكة الأنفاق على مدار الساعة. وبيّن العبود أن أعمال المسح الوقائي تشمل التأكد من توافر متطلبات السلامة وفاعلية أنظمة الإكفاء والإنذار في جميع المنشآت، إلى جانب سلامة مخارج الطوارئ وعدم وجود أية إشغالات تحول دون الاستفادة منها في حالات الطوارئ، مشيراً إلى فرق الدراجات النارية في أعمال الكشف الوقائي، إضافة إلى إمكان استخدامها وحداتٍ للتدخل السريع في المواقع المزدحمة. من جهته، أشار مدير شعبة الحماية المدنية بإدارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة الرائد علي بن عفيف إلى تخصيص عدد من فرق الرصد لقياس الانبعاثات الكربونية والملوثات بالعاصمة المقدسة، وتمرير المعلومات في حال تجاوز نسبة الملوثات الحدود المسموح بها، للبدء في اتخاذ الإجراءات اللازمة، التي تشمل إيقاف تفويج المعتمرين عبر الأنفاق بالتعاون مع مرور العاصمة المقدسة وبدء أعمال التهوية والتطهير. ولفت إلى تكثيف أعمال الرصد لأية انبعاثات كربونية خلال العشر الأواخر من رمضان بما يتناسب والزيادة المتوقعة في أعداد الحافلات والمركبات التي تفد إلى العاصمة المقدسة، إلى جانب حصر عدد من المواقع التابعة للجهات الحكومية والقطاع الخاص والتي يمكن استخدامها في إيواء المعتمرين في الحالات التي تتطلب إخلاء أعداد كبيرة منهم، مشيراً إلى تخصيص عدد من الوحدات للتعامل مع حوادث المواد الخطرة، والتي توجد في مواقع محددة لسرعة مباشرة البلاغات.