سيول - يو بي آي - اعتبر رئيس صندوق النقد الدولي دومينيك ستروس - كان أمس، أن آسيا برزت قوةً عالمية في مراحل الانتعاش من أزمة الاقتصاد العالمية. ورجّح أن يستمر نمو أدائها الاقتصادي. ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاي» عن ستروس - كان قوله، خلال مؤتمر في مدينة ديجون الكورية الجنوبية، إن «آسيا برزت قوةَ اقتصاد دولية من الأزمة المالية العالمية الأخيرة». وأضاف، أن «وقت آسيا حان، ولا يمكن أن يشكك أحدٌ في استمرار نمو الأداء الاقتصادي الآسيوي». ويستمر المؤتمر اليوم وهو بعنوان: «آسيا 21: قيادة الطريق إلى الأمام»، يشارك فيه سياسيون إقليميون ومسؤولون في صندوق النقد الدولي. ويتبادل المشاركون آراء حول الدور المستقبلي للدول الآسيوية وقضية إصلاح الصندوق، الذي يتخذ من واشنطن مقراً. ويأتي تأكيد ستروس - كان على دور آسيا في المجتمع الدولي، بعد أن توقع صندوق النقد أخيراً أن ينمو الاقتصاد فيها بنسبة 7.75 في المئة هذه السنة، وبوتيرة أسرع مقارنة بالتوقعات للاقتصاد الدولي (4.5 في المئة). لكن ستروس - كان أشار إلى ضرورة أن تتحسب الدول الآسيوية من الصدمات الخارجية الممكنة في وقت لا تزال أخطار التراجع قائمة، مثل أزمة الديون المالية الأخيرة في أوروبا. وأكد رئيس صندوق النقد الدولي أنه ينبغي على آسيا أن تُغذي الاستثمار المحلي والاستهلاك كمحرك ثانٍ للنمو، واعتبر أن ذلك يكون أكثر أهمية، في وقت تشهد سبل النمو التقليدية، مثل الصادرات إلى الدول المتقدمة، ركوداً. وأضاف، ضروري أن ينعكس دور آسيا في الاقتصاد الدولي على صعيد التصويت والتمثيل في مؤسسات المال الدولية، مضيفاً أن صندوق النقد يسعى إلى إكمال إعادة تنظيم التصويت مع حلول نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وتابع: «نحن نعمل على المرحلة الثانية، التي تكتمل بعقد قمة مجموعة ال20 في سيول في تشرين الثاني، والتي ينتظر أن تقدم مزيداً من الدعم لتمثيل آسيا في الصندوق بفضل ثقلها الاقتصادي في العالم». من ناحية أخرى، عقد ستروس - كان مؤتمراً صحافياً بعد جلسة المؤتمر، أجاب فيه على سؤال في شأن الصعوبات التي تعاني منها الدول الآسيوية بسبب مطالب صندوق النقد الدولي الصارمة المتعلقة بالإصلاح في مقابل حزم الإنقاذ في أزمة المال الآسيوية 1997 - 1998، فاعتبر أن مساعي الصندوق لإنقاذ الدول الآسيوية كانت مثمرة، وأن الدول الآسيوية يمكن أن تتعامل مع الأزمة هذه المرة أفضل نسبياً مقارنة بدول أخرى. لكنه اعترف بأن الصندوق سبّب آلاماً أكثر مما كان ضرورياً للعديد من الناس في هذه المراحل. وأضاف: «ما أنجز كان مؤلماً أكثر مما كان ضرورياً، لقد تعلمنا منه، تعلمنا أنه كان يمكن أن يتم في شكل أقل إيلاماً». وأشار إلى انه حان الوقت للتركيز أكثر على المستقبل وليس على الماضي، مضيفاً أن الصندوق يسعى إلى إعادة بناء علاقاته مع الدول الآسيوية في ضوء الدروس التي تعلمها من الأزمة قبل عقد.