أقرت أوساط إسرائيلية أمس بأن الجهود التي بذلتها إسرائيل على الساحة الدولية، خصوصاً مع اليونان ومولدافيا ومصر ومجلس الأمن، من اجل التدخل لإقناع ليبيا بتوجيه سفينة «أمل» التضامنية مع قطاع غزة إلى ميناء العريش بدلاً من ميناء غزة، لم تثمر، على رغم تأكيد السلطات اليونانية لنظيرتها الإسرائيلية بأنها سمحت للسفينة بالإبحار إلى العريش وليس إلى القطاع. وأكدت إسرائيل أمس تصميمها على منع أي محاولة جديدة لكسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة، عبر السبل الديبلوماسية وحتى بالقوة. من جانبها، أكدت مؤسسة القذافي للتنمية التي أرسلت السفينة، أن السفينة لا تزال في طريقها أمس الى ميناء غزة. وقالت ناطقة باسم الجيش الإسرائيلي إن «البحرية الحربية على أهبة الاستعداد» وتتابع عن كثب مسار السفينة المنتظر وصولها في غضون ثلاثة أو أربعة أيام الى قبالة غزة أو الساحل المصري. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر في المؤسسة العسكرية توقعها أن تصل السفينة في غضون ثلاثة أيام، مضيفة أن سلاح البحرية تلقى التعليمات من المستويين السياسي والعسكري بمنع وصول السفينة إلى القطاع تماشياً مع سياسة إسرائيل «التي لم تتغير» والقائمة على مواصلة فرض الحصار البحري على القطاع. وتابعت أن سلاح البحرية سيحاول الامتناع عن الاستيلاء على السفينة مع اقترابها من المياه الإقليمية الإسرائيلية، «وسيتم توجيه النداءات لطاقم السفينة بالعودة إلى الوراء أو التوجه إلى العريش، وفي حال رفض هذه التعليمات فإن سلاح البحرية لن يتردد في السيطرة على السفينة وجرها إلى ميناء اسدود» جنوب إسرائيل. وأشارت الإذاعة إلى أن وزير الدفاع ايهود باراك أجرى مشاورات مع رؤساء الأذرع الأمنية المختلفة في شأن التعاطي مع السفينة، وأصدر تعليماته بمنع وصولها إلى القطاع بداعي أن الهدف من توجهها إلى القطاع هو استفزازي، «خصوصاً بعد أن غيّرت إسرائيل سياسة حصارها البري على القطاع ولا تمنع دخول البضائع والمؤن إليه، باستثناء أسلحة وعتاد عسكري». وكان الوزير من دون حقيبة يوسي بيليد من حزب «ليكود» الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قال في وقت سابق أمس إن «إسرائيل لن تسمح لسفينة الشحن بإفراغ حمولتها مباشرة في ميناء غزة»، مضيفاً أن سابقة كهذه «ستكون لها نتائج خطيرة جداً من وجهة النظر الأمنية» لإسرائيل، إذ أن فتح ميناء غزة يمكن أن يسمح بإدخال كميات كبيرة من الأسلحة الى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة «حماس». مؤسسة القذافي من جانبه، أكد ممثل مؤسسة القذافي للتنمية (التي يرأسها سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي) ما شاء الله زوي الموجود على متن السفينة لوكالة «فرانس برس» أن السفينة لا تزال في طريقها الى ميناء غزة. وأوضح في اتصال هاتفي بواسطة الأقمار الاصطناعية: «نتوجه الى غزة، ولن نغير الوجهة». وأوضح أن السفينة لم تعد «بعيدة من جزيرة كريت اليونانية، وقد تصل الى قطاع غزة بعد يومين». وعندما سئل عن الموقف الذي سيتخذ في حال حصول أي تدخل عسكري إسرائيلي، قال زوي إن المؤسسة لا تسعى الى «المواجهة أو الاستفزاز»، مضيفاً: «في الوقت الحاضر نفكر فقط في كيفية إيصال المساعدة الى غزة. المجتمع الدولي يتابعنا ونأمل في أن يساعدنا في بلوغ هدفنا».