توقّعت المفوضية العليا للاجئين، أن يسجّل عدد النازحين واللاجئين في العالم، رقماً قياسياً جديداً في عام 2015، قد «يتجاوز في شكل كبير» مستوى عام 2014، الذي بلغ 59,5 مليون. ونشرت المفوضية تقريراً تناولت فيه تزايد عدد اللاجئين والنازحين داخل بلدانهم وطالبي اللجوء في النصف الأول من العام الحالي، ما يثير مخاوف من أرقام أسوأ على مدى العام الكامل. وقال رئيس المفوضية الأممية أنطونيو غوتيريس، في مؤتمر صحافي: «نحن نتحدث فقط عن الأشهر الستة الأولى، ونعتقد أن الأمور ستزداد سوءاً» لمجرد معرفة أرقام النصف الثاني من العام. وخاطر أكثر من مليون لاجئ ومهاجر بحياتهم في عبور المتوسط خلال العام الحالي، ما أدى إلى أكبر أزمة هجرة في القارة العجوز منذ الحرب العالمية الثانية. من جهة أخرى، أشارت المفوضية إلى أن النزاعات في اليمن وسورية ومناطق أخرى في العالم، استمرّت في «إنتاج» أزمات إنسانية جديدة، معتبرة أن عام 2015 «سيشهد على الأرجح، ارتفاعاً غير مسبوق على صعيد النزوح القسري في العالم». ولامس عدد اللاجئين والنازحين في العام الماضي، رقماً قياسياً وصل إلى 59,5 مليون شخص، واعتبر الخبراء في التقرير أنه من المرجح أن «يتخطى العدد» عتبة 60 مليوناً الى حدّ بعيد. وأكدت المفوضية أن هذا يعني أن واحداً من بين كل 122 شخصاً في العالم أجبر على مغادرة بلاده. وقال غوتيريس الذي ينهي مهامه نهاية العام الحالي، إنه لم يسبق أن شهد هذا العدد من النازحين نتيجة نزاع منذ تسلّم منصبه منذ 10 أعوام. ففي العام 2010، كان معدل النازحين نتيجة نزاع 11 ألف شخص يومياً، وأصبح الرقم 42500 شخص في عام 2014، ويتوقع أن يزداد هذا الرقم في العام الحالي. وجرى خلال النصف الأول من عام 2015، تعداد ما لا يقل عن 5 ملايين شخص إضافي اعتُبِروا في فئة النازحين، وهم يتوزّعون بين 4,2 مليون نزحوا داخل بلادهم و839 ألفاً عبروا الحدود. وواجهت أوروبا في النصف الأول من العام، تدفقاً غير مسبوق للمهاجرين عبر البحر المتوسط، قدموا بغالبيتهم الكبرى من سورية وبلدان أخرى تدور فيها حروب. وبما أن نازحين كثراً وصلوا بعد حزيران (يونيو) الماضي، فهم غير مدرجين ضمن أرقام التقرير. وازداد عدد اللاجئين في العالم بنسبة 45 في المئة منذ عام 2011. وتستضيف دول أفريقيا جنوب الصحراء أكبر عدد من اللاجئين (4,1 مليون)، تليها منطقة آسيا والمحيط الهادئ (3,8 مليون)، وأوروبا (3,5 مليون)، والشرق الأوسط وشمال أفريقيا (3 ملايين)، فيما يقيم 753 ألف لاجئ في القارة الأميركية. من جهة أخرى، طلب نحو مليون شخص اللجوء في 155 دولة في العالم خلال النصف الأول من العام الحالي، أي ضعف عدد طالبي اللجوء في النصف الأول من عام 2014 (558 ألفاً).