أكد الأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان، أقرب الشخصيات الى الرئيس نيكولا ساركوزي، أن علاقات فرنسا والسعودية «علاقات ثقة وصداقة»، معلناً اجراء تحضير لزيارة يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لفرنسا في الخريف. وقال غيان، في حديث الى «الحياة» في مكتبه في قصر الإليزيه، إن فرنسا لن تنسحب من «يونيفيل» وأنها ستمدد التزامها الذي تم في إطار دولي في هذه القوة الدولية في جنوب لبنان. وقال إنه «لا يمكنه التصوّر أن تبادر إسرائيل لشن حرب على لبنان أو سورية وأن فرنسا تسعى بكل جهودها لتجنب ذلك». وقال غيان عن العلاقة السعودية - الفرنسية انها «علاقة صداقة مخلصة وثقة. نعلم أننا لسنا الأصدقاء الوحيدين للسعودية وهذا طبيعي جداً. ولكن عندما زار الرئيس ساركوزي في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي الملك عبدالله، أظن أنهما تعرفا على بعضهما البعض بعمق لأن مقابلاتهما السابقة كانت سريعة وأقل شخصية. والرئيس ساركوزي يقول دائماً إن لديه ثقة كبرى برأي الملك فهو العاقل في المنطقة، وهكذا نشعر بهذه العلاقة. ويمكنني أن أقول لك إن في المرة الأخيرة التي كان لي الشرف أن يستقبلني العاهل السعودي مطولاً وبلطف كنت قد سألت جلالته إذا كان سيزور فرنسا في هذا الموعد (الاسبوع المقبل)، وكان يظهر أن هذه الزيارة لم يكن سهلاً إدخالها في برنامجه المكثف. ففي فترة معينة كنا تصوّرنا أنه سيتمكن من القيام بالزيارة في هذا الموعد ولكنه لم يتمكن. ولكن، في الوقت نفسه، نحن بصدد التحضير لزيارة رسمية تكون بأهمية أكبر وبموعد قريب وقد يكون ذلك في الخريف قبل انتهاء المعرض السعودي. فنحن نبحث بناء على اقتراح جلالته عن تاريخ في الخريف». وعن الحوادث التي واجهتها «يوينيفل»، قال غيان: «تأسفنا من هذا الاعتداء على «يونيفيل» فهو لا يتناسب مع روح وجودنا في لبنان. نحن موجودون هناك لحماية لبنان. أعتقد أنه على الحكومة اللبنانية (وأنا أعرف أن الحكومة تنوي بذلك) أن تُرسي سلطتها ووجودها» في جنوب لبنان. وسئل غيان عن مدى ابتعاد سورية عن ايران بعد اليد الفرنسية الممدودة، فأجاب: «ما ألاحظه، في بيئة بالغة التعقيد وفي بعض النواحي تشوبها توترات إضافية، ان سورية مستمرة في لعب دور إيجابي. فسورية تتطلع الى السلام مع إسرائيل للجزء الذي يهمها، وأيضاً على المسار الفلسطيني. وليس لفرنسا أي مبرر للتأسف على اليد التي مدتها الى سورية وعلى التعاون الموجود بين بلدينا»، مشيراً الى «اننا على اتصال منتظم مع سورية ومع دول أخرى حول جميع التطورات طبعاً» في اشارة الى الحوادث مع «يونيفيل». وشدد المسؤول الفرنسي على انه «على قناعة بأن علاقتنا مع سورية هي مفيدة لكل المنطقة. فلا يمكن إلا أن تكون مفيدة. وأنا ألاحظ مثلاً أن على ملف الحدود مع لبنان هناك تقدم، فهو ملف سياسي ولكنه أيضاً تقني وهناك تقدم في البحث في الأرشيف وأعمال القياس فهذا يتقدم في شكل كبير». وعن زيارته للبنان قال: «بالتأكيد سألبي دعوة الرئيس الحريري بكل سرور وإذا كان بإمكاني أن أكون مفيداً فسأفعل ذلك بكل سرور»، مشيراً الى احتمال ان يزور فرنسا كل من الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون، بعدما استقبلت باريس كلاً من البطريرك نصرالله صفير وقائد حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. وعن التجديد ل «يونيفيل» قال غيان «ان فرنسا موجودة هناك (في جنوب لبنان) بقرار وإطار دولي وستبقى ملتزمة السلام الى جانب لبنان ولن ننسحب». وبما ذكر انه «لا يمكنني التصوّر أن إسرائيل تبادر بشن حرب على سورية ولبنان»، قال: «هناك دائماً مخاطر في هذه المنطقة. فقد رأينا في الآونة الأخيرة عوامل توتر تتكثف. طبعاً نحن نسعى بكل جهودنا لتجنب ذلك وأنا لا أتصوّر أن تبادر إسرائيل بشن حرب على لبنان أو سورية». وعن احتمال الحرب على ايران قال انه «ينبغي تقليص مراكز التوتر. وصحيح إننا نكون أكثر اطمئناناً لو وافقت إيران على أن تلتزم واجباتها الدولية في القطاع النووي». وعن الأفكار الفرنسية لإطلاق المسار الإسرائيلي - الفلسطيني، قال غيان: «الرئيس ساركوزي يرى أنه من الضروري أخذ المبادرة. فمسار (جورج) ميتشيل جارٍ، لكنه غير كافٍ. وينبغي استعادة الحوار غير المباشر، وعلى الأسرة الدولية أن تتحرك مجدداً. فالقمة من أجل اتحاد المتوسط في برشلونة قد تكون موعداً مهماً. اقتربنا في الماضي من اتفاق بين الأطراف على هذا المسار. إذاً، تنبغي العودة الى هذه الطريق والتزام قرارات مجلس الأمن والعودة الى مبادرة الملك عبدالله للسلام. والرئيس ساركوزي سيأخذ مبادرات في الوقت المناسب».