يعود المبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشل الى المنطقة الاسبوع المقبل للبحث مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي في شروط الانتقال الى المفاوضات المباشرة بعد ان اخفق في تحقيق تقدم في المفاوضات غير المباشرة الجارية منذ أيار (مايو) الماضي. وكشفت مصادر ديبلوماسية غربية ل «الحياة» ان ميتشل اوقف المفاوضات غير المباشرة التي يجريها بين الجانبين، وبدأ يتحاور معهما في شروط الانتقال الى المفاوضات المباشرة. وقالت المصادر ان الجانب الفلسطيني يطالب برسالة ضمانات اميركية واسرائيلية تحدد هدف المفاوضات، وهو اقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967، وبضمنها القدسالشرقية، مع تعديلات حدودية طفيفة، وتحديد مرجعية هذه المفاوضات، وهي القرارات الدولية ذات الشأن و «خريطة الطريق» والمبادرة العربية للسلام. وأجرى الرئيس باراك اوباما ليل الجمعة - السبت مكالمة هاتفية مع الرئيس محمود عباس تمهيداً لجولة ميتشل الجديدة التي تحمل الرقم 21 منذ تعيينه مبعوثاً لعملية السلام قبل عام ونصف العام. وقال الناطق الرئاسي نبيل ابو ردينة ان اوباما بحث مع الرئيس نتائج لقاءاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وأضاف ان عباس أكد التزامه عملية سلام جادة ومستمرة تقود الى انهاء الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. واكد أبو ردينة أن أوباما وعد ببذل كل الجهد لإقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل. في هذه الاثناء، قال مسؤولون فلسطينيون إن الجانب الاميركي يرى ان الوقت حان للانتقال من المفاوضات غير المباشرة التي لا تحقق اي تقدم الى المفاوضات المباشرة. غير ان الرئيس عباس يطالب بتحديد هدف وإطار ومرجعية واضحة لهذه المفاوضات قبل الانتقال اليها. وكان ميتشل ابلغ عباس في الجولات السابقة رفض نتانياهو بحث ملف الحدود قبل الانتقال الى المفاوضات المباشرة، مدعياً ان بحث تفاصيل هذا الملف بالغ الحساسية ويتطلب جلوس وفدين فلسطيني واسرائيلي الى جانبي طاولة المفاوضات. لكن الجانب الفلسطيني يرى في المطلب الاسرائيلي مناورة تهدف الى العودة الى الاسلوب التفاوضي الاسرائيلي القديم القائم على مفاوضات من دون نتائج تتواصل خلالها اعمال التوسع الاستيطاني. ورأى امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه ان «اسرائيل تريد مفاوضات مفتوحة ولا نهائية وسائبة ومن دون اطار محدد للاجندة والوقت الزمني وضمانات التزام ما يتم التوصل اليه وفق مرجعية واضحة». وأوضح ان «القيادة الفلسطينية ابلغت الادارة الاميركية موقفها القاطع بعدم البدء في المفاوضات المباشرة من دون التزام اسرائيلي حقيقي بوقف الاستيطان، ومن دون توافر مستلزمات حقيقية لنجاح هذه المفاوضات». وأضاف: «لن ندخل اي عملية تفاوضية من دون ان نعرف الى اين تقودنا. يجب تحديد المرجعية الواضحة لهذه المفاوضات، ووضع جدول اعمال واضح لطبيعة القضايا التي ستناقش في هذه المفاوضات وتحديد اطار زمني لها». وقال ان الفلسطينيين لن يدخلوا في مفاوضات «قد تستمر عشر سنوات اخرى». وكشف ان منظمة التحرير تعد لعقد مجلسها المركزي من اجل اطلاعه على كل التفاصيل والاجوبة الواضحة من اجل اتخاذ القرار الملائم. وقال: «اذا فشل خيار المفاوضات، فان الفلسطينيين ليسوا الخاسرين وحدهم، بل ستكون هناك اطراف عديد خاسرة، بما فيها اسرائيل»، مشدداً على رفض الفلسطينيين القبول بدولة كانتونات وجزر على غرار النظام العنصري».