عندما اختفت طائرة الخطوط الماليزية (الرحلة 370) فجأة وهي في طريقها من كوالالمبور إلى بكين يوم ال8 من آذار (مارس)، بدأت عمليات بحث كبيرة بحث عن الطائرة «بوينغ 777» التي كانت تقل 239 شخصاً. قصة هذه الطائرة حازت على اهتمام عالمي كبير، لكنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها فقدان طائرة ركاب في عرض البحر كما نشر موقع «هيستوري»، الذي استعرض قصص 6 طائرات اختفت فوق الماء في ظروف غامضة. طائرة خطوط بريطانيا – أميركا الجنوبية (30 يناير 1948): كانت مياه المحيط الأطلسي وخوصاً ما يسمى ب«مثلث برمودا» مسرحاً لحوادث الطيران الغامضة في عام 1945، إذ اختفت فيها 5 قاذفات طوربيد أميركية كانت في مهمة تدريب روتينية قبالة سواحل ولاية فلوريدا. واختفت أيضاً طائرة الإنقاذ التي خرجت للبحث عن القاذفات المفقودة وعلى متنها 13 فرداً. وبعد 3 أعوام من هذه الحادثة اختفت طائرة «النمر» التابعة للخطوط البريطانية -الأميركية الجنوبية، مع 31 شخصاً كانوا على متنها، وكانت الطائرة محافظة على اتصالاتها الطبيعية مع أبراج المراقبة قبل فترة وجيزة من دخولها إلى منطقة مثلث برمودة قادمة من جزر الأزور. استمرت عمليات البحث عن الطائرة لمدة 5 أيام خلص بعدها المحققون أن مصير الطائرة كان «لغزاً من دون حل». وقال المحققون في تقريرهم الرسمي: «حقاً يمكن أن يقال إنه لم يسبق التحقيق في أي لغز محير مثل هذا». طائرة الخطوط البريطانية – الأميركية الجنوبية (17 يناير 1949): بعد أقل من عام على اختفاء طائرة «الفهد» اختفت طائرة أخرى تابعة للخطوط الجوية البريطانية في نفس المنطقة التي اختفت فيها الطائرة الأولى، بعدما اتخذت من مثلث برمودا طريقاً لها إلى جامايكا. وعلى رغم أن قائد الطائرة أبلغ برج المراقبة بتقريره عن أن ظروف الطقس جيدة، إلا أن الاتصال اللاسلكي انقطع فجأة بعد ساعة من بداية الرحلة. وخلص المحققون البريطانيون إلى أنه لم يتم العثور على حطام الطائرة أو أية إشارة من 20 شخصاً كانوا على متنها. واضطر المحققون إلى الكتابة في تقريرهم أن «سبب الحادثة غير معروف». الرحلة رقم 2501 التابعة ل«نورث ويست» (23 يناير 1950): عام 1950 كانت الرحلة رقم 2501 تحمل 55 راكباً بالإضافة إلى طاقماً من 3 أشخاص، وحينما اقتربت من بحيرة ميشيغان نحو منتصف الليل، أُبلغ الطيار أن هناك عواصف شديدة تلوح في الأفق بالقرب من ميناء بيوتين في ميتشيغن، وطُلب من قائد الطائرة التحليق على ارتفاع 2500 قدم بدلاً من 3500 قدم من دون أي سبب، لكن المراقبين الجويين نفوا أنهم طلبوا ذلك بحجة كون طائرات أخرى تطير في نفس المنطقة. وكانت نداءات الطيار آخر الإرسالات الواردة من الطائرة التي كانت متجه من نيويورك إلى سياتل ومجدولة على الهبوط في مينابوليس ثم سبوكان ثم واشنطن. وبعد عدة دقائق من تحليق الطائرة على مسافة منخفضة سمع شهود عيان صوت انفجار مع إضاءة شديدة. ومع عمليات البحث عن الطائرة تم اكتشاف بقعة من النفط في بحيرة ميتشيغن وكثفت السلطات جهود البحث في تلك المنطقة، وبعد يومين من الحادثة وجدت فرق البحث بطانيات تحمل شعار شركة نورث ويست (المالكة للطائرة)، وسترات نجاة وبقايا بشرية على بعد 10 أميال من شاطئ جنوب هافن بولاية ميتشيغن، حينها أيقنت فرق البحث أنها كانت تبحث عن الطائرة في المكان الخاطئ من البحيرة. وعلى رغم وضوح الرؤية في ثمانية إنش من سطح البحيرة الموحلة إلا أن الغواصين لم يتمكنوا من تحديد موقع الطائرة، ما جعل مجلس الطيران المدني الأميركي يستنتج أن سبب ما غير معروف يقف خلف حادثة هذه الطائرة التجارية التي تعد أكبر مأساة شهدها التاريخ الأميركي خلال العقد الماضي. طائرة بانام 377 (9 نوفمبر 1957): طائرة البوينغ 377 (بانام) التي كانت متجه من سان فرانسيسكو إلى هونولولو، والمؤلفة من 36 راكباً، وطاقم مؤلف من 8 أشخاص في أول رحلة للطواف حول العالم، في أعلى درجات الرفاهية. الطائرة كانت تحتوي على مقاعد بإمكانها التوسع إلى 60 أنش لراحة أقدام الركاب وتحويلها إلى سرير للاستلقاء، وصالة عشاء كبيرة تحتوي صالة للمشروبات الروحية. ومع كل هذا المستوى من الرفاهية والتجهيزات الرفيعة المستوى، فقدت الطائرة الاتصال بالرادار بشكل مفاجئ من دون نداء استغاثة، وبعد عملية بحث استغرقت خمسة أيام رصدت البحرية الأميركية حطام عائم في المحيط الهادئ، ووجدت أيضاً جثث 19 شخصاً يرتدون سترات النجاة على بعد 1000 كيلو متر من هونولولو، ومع ذلك يتم العثور على الطائرة وال25 شخص المتبقين. وعقب نتائج البحث المطولة أعلن مجلس الطيران المدني بأنه لا يوجد دليل على مؤامرة ما أو عمل تخريبي. الخطوط الكندية (21 يوليو 1951): كما اندلعت الحرب الكورية انطلقت الرحلة «DC-4» من فانكوفر في كندا متجهة إلى العاصمة اليابانية طوكيو من أجل لمساعدة خطوط النقل الجوي الكوري وعلى متنها 31 راكباً وطاقماً مكوناً من ستة أشخاص، وواجهت الطائرة ظروفاً صعبة في رحلتها عبر المحيط الهادئ، إذ كان الجو ممطراً والرؤية كانت منخفضة، وكان هناك كثافة الجليد عند اقترابها من أنكوراج في آلاسكا من أجل التزود بالوقود. وقبل حوالي 90 دقيقة من وصولها لم تظهر الطائرة مرة أخرى، على رغم استمرار عمليات البحث من قبل فرق الإنقاذ الأميريية والكندية لمدة شهور، ولكن لم يتم العثور على الحطام. رحلة طائرة خطوط النمر (16 مارس 1962): خلال حرب فيتنام أقلعت الطائرة المستأجرة التابعة مجموعة لوكهييد إل-1049 من غوام برفقة 93 من الأميركيين المتخصصين في الاتصالات والإلكترونيات، وثلاثة آخرين، إضافة إلى طاقم مكون من 11 شخصاً. وعلى رغم من كون ظروف الطيران مثالية في ذلك الوقت واستقبال الإشارات الإغاثية في غاية الجودة، لم تصل الطائرة إلى وجهتها في قاعدة كلارك في الفلبين. وأشعل اختفاء هذه الطائرة شرر قيام أكبر بعثة للإنقاذ الجوي والبحري منذ اختفاء أميليا إير هارت في عام 1937، في المحيط الهادي للبحث عنها، وتألف فريق البحث من 1300 شخص يقومون بتأمين 144 ألف ميل مربع، ولكن جاء بحثهم من دون أي جدوى. فيما أشار طاقم إيطالي كان على متن ناقلة نفط كبيرة بأنه تم رؤية انفجار مضيء وبشكل كثيف في السماء، ورؤية اثنين من الأجسام المشتعلة تغرق في المحيط حول آخر موقع الطائرة تم رصده للطائرة عند اختفائها. ومنذ اصطدام طائرة أخرى من خطوط النمر للطيران في يولاية آلاسكا قبل ساعات معدودة من اختفاء الطائرة الأخرى، تم اعتبر هذه الأمر تخريبي ومقصود لكن مجلس الطيران المدني الأميركي نفى ذلك بحجة أنه ليس هناك أي أدلة تشير إلى أنه كذلك.