في موازاة انطلاق الورشة التشريعية في المجلس النيابي، تنشط الاتصالات على خط الاستحقاق الرئاسي قبل 50 يوماً من موعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان في 25 ايار (مايو) المقبل، اذ من المنتظر ان ينكب رئيس المجلس النيابي نبيه بري على ملف هذا الاستحقاق، بعد انتهاء جلسات اللجان المشتركة والجلسة التشريعية للمجلس، آخر الاسبوع المقبل لتحديد موعد جلسة الانتخاب. وفي هذا السياق، اكد بري انه «مصر على إنجاز هذا الاستحقاق في مواعيده وبإصرار نهائي لا رجوع عنه». ونقل الوزير السابق ألبير منصور عن بري قوله إن «الاستحقاق سيتم على أكمل وجه للمساهمة في تأمين الاستقرار والاستحقاقات الدستورية في مواعيدها». وأشار الى ان «نتائج لجنة الاستشارات التي كلفها رئيس المجلس مهماتها، ستطلعه في أقرب وقت على النتائج، ويبدو أنها إيجابية لجهة تأمين الاستحقاق الدستوري في موعده، وهذا هو موقف الرئيس بري وإصراره على ذلك». وكانت لجنة التواصل النيابية التي تضم النواب ياسين جابر، ميشال موسى وعلي عسيران اختتمت جولتها بلقائها تجمع النواب المسيحيين المستقلين في دارة رئيس حزب «الوطنيين الأحرار» النائب دوري شمعون للتشاور في موضوع الاستحقاق الرئاسي. وشارك في الاجتماع إلى شمعون، وزير الاتصالات بطرس حرب والنائب فؤاد السعد. وفي نهاية الاجتماع، قال جابر: «اطلعنا على رأيهم ونظرتهم الى كيفية التعاطي في الاستحقاق الرئاسي، وسننقل وجهة نظرهم إلى الرئيس بري يوم الإثنين، وبهذا اللقاء تكون اللجنة اختتمت جولة لقاءاتها مع جميع الكتل، وسيأخذ رئيس المجلس ذلك في الاعتبار مع اللقاءات الأخرى التي أجرتها اللجنة». وقال شمعون ان «اللقاء كان مفيداً، وتبين أن الكل يرغب في حصول الانتخابات ويصر على اكتمال النصاب مهما كانت الترشيحات. لقد كنا متشددين في موضوع إجراء الانتخاب في المهلة الدستورية، ولو لم يتم انتخاب الرئيس من الجلسة الأولى»، آملاً من الجميع أن «يشاركوا في جلسة الانتخاب ولا يجوز أن يتغيب النواب، فالدستور يجب احترامه وهو ليس حرفاً لا يقرأ». وأشارت مصادر اللجنة الى ان «الأجواء والمشاورات كانت إيجابية، والمحادثات تناولت التوقيت المناسب لعقد الجلسة والسبيل لتأمين النصاب». الى ذلك، اكد نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري ل «المركزية» ان «قوى 14 آذار ستحسم موقفها من الانتخابات الرئاسية وترشيح من يمثّلها بعد انتهاء إعلان الترشيحات، وقبل موعد الجلسة الانتخابية الاولى التي سيدعو اليها الرئيس بري». وكان مكاري عرض مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قصر بعبدا امس التطورات السياسية وأجواء مناقشات الجلسات التشريعية التي عقدها المجلس النيابي. ورأى السفير اللبناني السابق في واشنطن رياض طبارة أن «الضغوط الخارجية هي في اتجاه انتخاب رئيس جديد للجمهورية يمنع الفراغ ويكرّس الاستقرار»، مشيراً الى ان «وجود رئيس جديد للبنان أهم راهناً من الشخصية التي ستتولى هذا المنصب». ولفت في حديث الى «صوت لبنان» الى ان «كل الاطراف لديها الارادة في إجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده، لكن الشيطان يكمن في التفاصيل، ما قد يؤخر الاستحقاق»، متوقعاً مرحلة من شدّ الحبال بين المرشحين الاربعة الكبار قد تفضي الى انتخاب شخصية مقبولة من الجميع. ونقل «اصرار الجانب الاميركي على إجراء الانتخابات الرئاسية، وكذلك الرغبة الايرانية»، لكنه اشار الى ان «السؤال في هذه المرحلة يرتكز الى هوية الرئيس المقبل».