يحصل تصلّب الشرايين عند كل الأشخاص الذين دخلوا خريف العمر وذلك بدرجة تختلف من شخص إلى آخر، لكن هناك عوامل خطرة تسرّع من حدوث التصلب وتجعله يظهر في شكل مبكر ما يترتب عنه مضاعفات في سن مبكرة أيضاً. والعوامل الخطرة التي تساهم في زيادة احتمال الإصابة بالتصلب هي: السمنة، والتدخين، وزيادة شحوم الدم عموماً والكوليسترول خصوصاً، والداء السكري، وارتفاع ضغط الدم، وحياة الخمول والكسل. إن تصلب الشرايين لا يعطي عوارض إلا إذا أثّر على تدفق الدم ومنع حصول الأعضاء على ما يكفيها منه للقيام بواجباتها، وتختلف العوارض بحسب العضو المصاب. لقد تبين أن هناك نوعاً من العلاقة بين إطالة فترة الجلوس واحتمال الإصابة بتصلب الشرايين، أو بالأحرى هذا ما كشفت عنه دراسة أميركية حديثة نشرت في دورية القلب الأميركية وشارك فيها متطوعون في منتصف العمر يفوق عددهم ألفي شخص. الدراسة قام بها علماء من مركز ساوث ويستيرن الطبي في جامعة تكساس بمدينة دالاس، وتناولت تحليل بيانات المشاركين بعد قياسات النشاط البدني ومستوى الكالسيوم في الشرايين التاجية للقلب، وبعد قراءة النتائج عن كثب اتضح أن كل ساعة إضافية يمضيها الشخص جالساً تزيد من ترسب الكالسيوم في الشرايين التاجية بنسبة 12 في المئة. الباحثة جوليا كوزليتينا التي شاركت في الدراسة قالت أن ربع المشاركين تم رصد ترسبات كلسية في شرايينهم، وأن أكثر المشاركين ميلاً للجلوس بدوا أكثر سناً وكانوا يعانون من زيادة أرقام ضغط الدم والداء السكري وارتفاع مؤشر كتلة الجسم. من هنا ينصح البحاثة بعدم إطالة الجلوس، وبأخذ استراحات من وقت إلى آخر يتم خلالها التحرك لبعض الوقت من أجل كسر روتين الجلوس الطويل.