أعلنت القاهرة أمس انتشال أحد الصندوقين الأسودين لطائرة «مصر للطيران» التي سقطت في البحر المتوسط الشهر الماضي لدى دخولها المجال الجوي المصري في طريقها من باريس إلى القاهرة، بعدما كانت حددت مواقع عدة لحطام الطائرة. وقالت لجنة التحقيق المصرية في بيان أمس إن السفينة «جون ليثبريدغ» المؤجرة من الحكومة للمشاركة في أعمال البحث عن حطام الطائرة المنكوبة، «تمكنت من العثور على مسجل محادثات كابينة قيادة الطائرة». وأشارت إلى «انتشال الجهاز على مراحل عدة، بعدما وُجِد محطماً، إلا أن أجهزة السفينة تمكنت من انتشال الجزء الذي يحتوى على وحدة الذاكرة والتي تعتبر أهم جزء في جهاز المسجل». وأضافت اللجنة أنها أخطرت النيابة العامة «التي أصدرت قرارها بتسليم الصندوق إلى لجنة التحقيق الفني في الحادث لاتخاذ إجراءات فحص وتفريغ المحادثات، وتجري ترتيبات عملية نقله من السفينة إلى الإسكندرية وسيكون في استقباله مسؤولو النيابة العامة وأعضاء لجنة التحقيق». وكانت اللجنة أوضحت في بيان أصدرته أول من أمس أن «السفينة جون ليثبريدغ حددت مواقع رئيسة عدة لحطام الطائرة». وأشارت إلى أن السفينة التابعة لشركة «ديب أوشن سيرش» وافتها بأول الصور الملتقطة للحطام من أحد هذه المواقع. وأضافت اللجنة أن فريق البحث والمحققين المتواجدين على السفينة سيقومون بعمل خريطة لتوزيع أجزاء الحطام بعد تحديد موقعه في منطقة البحث. وكانت وزارة الطيران اتفقت مع شركة «ديب أوشن سيرش» على القيام بأعمال البحث واستعادة صندوقي المعلومات الخاصين بالطائرة. وتسابق فرق البحث الزمن لانتشال الصندوق الأسود الآخر الذي يصدر إشارات صوتية لمدة 30 يوماً بعد تحطم الطائرة لتحديد موقعه في مياه يصل عمقها إلى ثلاثة آلاف متر، وهو أكبر عمق يمكن التقاط إشارات منه. وأوضحت اللجنة أن أعضاءها عقدوا اجتماعاً «لدراسة ما تم إنجازه من أعمال في الفترة السابقة ووضع تصور للتعامل مع الحطام في الفترة المقبلة، إذ أن أجزاء الحطام التي تم انتشالها من قبل لا تزال في حوزة الأدلة الجنائية بإشراف النيابة لاتخاذ الإجراءات المتبعة في هذا الشأن، وسيتم نقلها إلى لجنة التحقيق الفني فور الانتهاء من تلك الإجراءات». إلى ذلك، وصل النائب العام نبيل صادق مساء أول من أمس على رأس وفد قضائي إلى لارنكا لمتابعة سير التحقيقات مع سيف الدين مصطفى المتهم بخطف طائرة مصرية أخرى والذي تطالب مصر قبرص بتسليمه. ووقع صادق خلال لقاء أمس مع نظيره القبرصي كوستاس كليريدس مذكرة تعاون قضائي تتضمن الاتفاق على «تعزيز أوجه التعاون بين البلدين لمكافحة الإرهاب وأنواع الجرائم العابرة للحدود كافة». وأكد صادق أن «التعاون القضائي بين مصر وقبرص يهدف إلى زيادة جهود مكافحة الإرهاب، وصور الجريمة المنظمة العابرة للحدود، ومكافحة جميع الأنشطة المتعلقة بتلك الجرائم». وتتضمن مذكرة التعاون القضائي جرائم عدة هي «الجريمة المنظمة، والإرهاب، والفساد، والجريمة الاقتصادية العامة، وتهريب المخدرات، والاتجار في الأصول الثقافية من بلد إلى آخر، وتهريب القطع الأثرية».