أعلنت السلطات السودانية أمس، إحباط محاولة تهريب أطفال من شرق البلاد كانوا في طريقهم إلى ليبيا للانضمام إلى تنظيم «داعش»، وأوقفت متهماً بتجنيد شبان لحساب التنظيم، بينما وقع انشقاق جديد في جماعة «الإخوان المسلمين» في السودان، وأطاح اجتماع طارئ لمجلس شورى الجماعة بمراقبها العام علي جاويش وكُلِّف مراقبها السابق الحبر يوسف نور الدائم بدلاً منه. وقالت مصادر أمنية سودانية أمس، أن 5 صبية تم ضبطهم في منطقة السوق الشعبية كانوا في طريقهم إلى الخرطوم ومنها الى ليبيا ومن ثم ألمانيا، كما اعتُقل عدد من متهمي الشبكة التي تهرب الأطفال. وقال مدير شرطة حماية الأسر والطفل في ولاية كسلا (شرق) العقيد عماد الطيب أن محاولة تهريب الأطفال إلى ليبيا بدأت بإجراءات مغادرتهم للولاية عن طريق الحافلات من دون علم ذويهم، مشيراً إلى أنه من خلال التحري والإجراءات الأولية اتضح وجود اتصال مباشر مع وسيط في الخرطوم، ما دعا إلى وضع خطة للوصول إلى الوسيط الذي اعتُقل بالتنسيق مع وحدة حماية الأسرة والطفل، كما اعتُقل شخص آخر كان يستقل سيارة وزوّر اللوحات بعلامة تتبع لوزارة العدل. وأوضح أنه من خلال التحريات اتضح أن المتهم هرّب أطفالاً بواسطة شركاء من الخارج. وضبطت شرطة مباحث ولاية كسلا، متهماً ينتمي إلى «داعش»، وحوّلته إلى شرطة العاصمة لمزيد من التحقيقات، بعد أن تبيّن قيامه بتجنيد شبان في منطقة الخرطوم لمصلحة التنظيم المتطرف. الى ذلك، حصل انشقاق جديد في جماعة «الإخوان المسلمين» في السودان، وأطاح اجتماع طارئ لمجلس شورى الجماعة بمراقبها العام علي جاويش وعدد من القيادات عقب حزمة قرارات أصدرها الأخير بتأجيل المؤتمر العام وحل الأجهزة القائمة. وتعرضت جماعة «الإخوان» التي وفدت فكرتها الى السودان من مصر في اربعينيات القرن الماضي، لانشقاقين شهيرين الأول في العام 1969 بخروج الراحل حسن الترابي مكوناً جبهة الميثاق، وفي العام 1991 بخروج مجموعة سليمان أبونارو. والتأم اجتماع طارئ لمجلس شورى الإخوان في منزل القيادي التاريخي صادق عبدالله عبد الماجد، انتهى بإعفاء المراقب العام علي جاويش وتكليف المراقب العام السابق الحبر يوسف نور الدائم بالمنصب مرة أخرى، الى حين انعقاد المؤتمر العام. وذكر عضو مجلس الشورى في بيان أن الاجتماع الطارئ جاء بعد حزمة قرارات لجاويش حل بموجبها أجهزة الجماعة، بما فيها المكتب التنفيذي ومجلس الشورى فضلاً عن تأجيل المؤتمر العام الذي كان مقرراً في تموز (يوليو) المقبل. واعتُبِرت القرارات التي اتخذها جاويش «انقلاباً بلا مبرر»، ولا تعدو سوى أنها محاولة فرض واقع جديد داخل الجماعة يحافظ على مصالح مجموعة بعينها، قبيل انعقاد المؤتمر العام. ورأى عضو شورى الجماعة عمر الحبر أن ما حدث يمكن اعتباره انشقاقاً، عزاه إلى «خلاف قديم» بسبب وحدة اندماجية مع مجموعة الإخوان - جناح الإصلاح بقيادة صديق علي البشير، والتي أسسها الراحل سليمان أبونارو. في المقابل، عزا المراقب العام علي جاويش المُقال من جانب اجتماع مجلس الشورى، القرارات التي أصدرها بتجميد أجهزة الجماعة وتأجيل المؤتمر العام لتحاشي أخطار محققة تعرض الجماعة لانشقاق ثالث كما حدث في عامي 1969 و1991. وقال في بيان: «لم يعصم ذلك كله الجماعة من التعرض مرة ثالثة لتدبير مماثل لنفس ما مر بها في الماضي، فقبل 4 سنوات بدأت مجموعة عقد اجتماعات خارج الأجهزة للاستيلاء على الجماعة وتغيير خط سيرها في المؤتمر المزمع عقده». من جهة أخرى، أكد مسؤول في المفوضية الأوروبية، أن أكثر من 5 ملايين سوداني يحتاجون إلى مساعدات عاجلة في السودان، بعد حركة نزوح للسكان وارتفاع عدد اللاجئين القادمين من جنوب السودان.