أثار وصول الإسبان للمرة الأولى في نهائي كأس العالم مشاعرهم بعد أن أخرج منتخب بلادهم نظيره الألماني من نصف نهائي كأس العالم التي تقام في جنوب أفريقيا. وهتف نحو 30 ألف مشجع اسباني معظمهم من الشباب يرتدون قمصان المنتخب ويحملون الاعلام الاسبانية «نعم، نعم، نعم، هذا العام نعم!» امام شاشات عملاقة ثبتت على أبواب الملعب الشهير سانتياغو برنابيو الخاص بنادي ريال مدريد احتفالاً بالانتصار التاريخي لفرقة المدرب دل بوسكي الذي وصف المباراة الختامية أمام هولندا بالقوية، وقال: «أفكر في جميع الذين عملوا كثيراً مع هذا المنتخب منذ سنوات. نعرف كرة القدم الهولندية. ستكون المباراة النهائية صعبة جداً». وعلى النقيض من ذلك، ذرفت الجماهير الألمانية الدموع بعد أن تبدد الحلم بالوصول إلى المباراة النهائية، ولا سيما في ظل الأداء اللافت والقوي طوال منافسات المسابقة التي تختتم الأحد بمواجهة هولندا وإسبانيا، بعد أن تكون ألمانيا نافست الأوروغواي على المركز الثالث للمرة الثانية على التوالي. المدرب الألماني يواكيم لوف ألمح إلى إمكان تركه منصبه على رأس الهرم التدريبي ل«المانشافت»، وقال: «في ما يتعلق بمصيري سنناقش الامر بعد البطولة». قبل أن يضيف: «هذا المنتخب سيواصل تطوره مهما كانت هوية المدرب، انه مستمر في عملية التطور». إلى ذلك، يبدو أن سحر كرة القدم الذي تميزت به أميركا الجنوبية والذي قاده بيليه ومارادونا سابقاً بدأ يفقد وهجه بعد أن نجح أبناء القارة الأوروبية في الجمع بين القوة البدنية والواقعية الميدانية مع الكثير من المتعة الأدائية، فللمرة الثانية على التوالي تغيب دول أميركا الجنوبية عن نهائي «المونديال» بعد سقوط المرشحين الأبرز البرازيل والأرجنتين على التوالي ولحاق الأورغواي بهما ليبقى النهائي «أوروبياً» خالصاً. ولم تتميز القارة الأوروبية بضمان خطفها للقب كأس العالم فحسب بل حتى المنافسة على لقب «هداف البطولة» انحصر بين مهاجميها الإسباني دافيد فيا والهولندي ويسلي سنايدر ب 5 أهداف لكل منهما وتبقى المباراة النهائية صراعاً خاصاً بينهما لخطف لقب «الهداف». وسيتوج الفائز بين المنتخبين الإسباني أو الهولندي بأول لقب لمنتخب أوروبي خارج القارة العجوز، ليس هذا فحسب بل وسيتفوق الأوروبيون على نظرائهم في أميركا الجنوبية بعدد مرات الفوز باللقب «المونديالي» إذ ستكون المرة ال 10 لهم في حين حصلت أميركا الجنوبية على 9 ألقاب فقط، وحقق كأس العالم كل من البرازيل (5 مرات) والارجنتين (مرتين) والاوروغواي (مرتين)، في حين حققه من أوروبا كل من ايطاليا (4 مرات) وألمانيا (3 مرات) وانكلترا (مرة واحدة) وفرنسا (مرة واحدة). واذا كانت مائدة «المونديال» منقسمة بين أوروبا وأميركا الجنوبية فإن المنتخبات الأفريقية خيبت آمال عشاقها ومحبيها، ولا سيما في ظل استضافتها للبطولة إذ خرجت 5 منتخبات سمراء من الدور الأول بما فيها المستضيف «البافانا بافانا» والذي دخل تاريخ نهائيات كأس العالم كأول منتخب مستضيف يغادر من الدور الأول، ولم تقدم منتخبات القارة «السمراء» ما يشفع لها باستثناء غانا التي كادت تكون الطرف الرابع في نصف النهائي لولا حُكم ركلات الجزاء. وفي حين لم تكن المشاركة «الأفريقية» مرضية كان «الآسيويون» في قمة السعادة من أداء منتخبات «القارة الصفراء» ولا سيما اليابان وكوريا الجنوبية فضلاً عن تفوق حكام القارة بقيادة الأوزبكي رافشان آرماتوف الذي عادل الرقم القياسي في عدد المباريات المدارة في نسخة واحدة الذي يمتلكه الحكمان المكسيكي بينيتو ارتشونديا والارجنتيني هوراسيو ايليزوندو. الإسبان «فرحون»... ويخططون لإكمال «المهمة»