محاربة الإرهاب والتطرف والعنف وولوج علوم الفضاء والوصول إلى المريخ، ما الجامع بينهما في رمضان؟ وهل من دور عربي فيهما؟ هذان سؤالان مطروحان بقوة في وقت يعرف الناس رمضان شهراً للعبادة والصوم. وربما لم يجد فيه كثيرون من المسلمين أنه شهر تتوقف فيه الحروب وإنما يرونه فسحة للقتل ومزيد من الإرهاب والتطرف، ليس في ساحاتنا العربية وإنما في الكثير من مدن العالم وآخرها في أورلاندو. استضاف المجلس في أسبوعه الأول وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة الذي قدم بحضور الشيخ محمد بن زايد محاضرة حول محاربة الإرهاب والتطرف والإسلام دين الوسطية، مفنداً فيها كل الادعاءات التي تحاول إلحاق التطرف والإرهاب بالإسلام والمسلمين، ومؤكداً أن محاربة الإرهاب تتطلب في الدرجة الأولى ليس تغيير الخطاب الديني فقط وإنما تغيير الخطاب الثقافي والإعلامي وإدخال ثورة على العملية التعليمية الدينية والعلمية». وكان المجلس الرمضاني للشيخ محمد بن زايد على موعد أمس مع مدير وكالة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) تشارلز بولدين الذي قدم محاضرة في عنوان: «عالمية ناسا ورحلة الإنسان إلى المريخ». وتنبع أهمية استضافة هذا الرجل من أنه يقود فريق عمل الوكالة في الولاياتالمتحدة لتحقيق أهداف برنامجها الفضائي. وعمل خلال مسيرته المهنية في مكتب رواد الفضاء في وكالة «ناسا» لمدة 14 عاماً. وسافر في أربع رحلات على متن مركبة الفضاء بين 1986 و1994 رأس خلالهما بعثتين فضائيتين وقاد المركبة. وأكد بولدوين أهمية التعاون مع الإمارات ومع الشركاء الدوليين لتعزيز الاكتشافات العلمية والابتكار التكنولوجي الذي يعود بالفائدة على المجتمع ويدعم تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ويحفز الاقتصاد. وقال إن «التعاون الدولي والشراكة التي أقامتها الوكالة مع الإمارات ضرورية لتحقيق رسالة ناسا بجوانبها كافة». وأوضح أن «هذا التعاون سيشمل علوم الفضاء، بما في ذلك علوم الطيران وعلم الأرض وتطوير التكنولوجيا والاستكشاف البشري الذي يشمل المحطة الفضائية الدولية». وتناول بولدين في المحاضرة «استراتيجية وصول الإنسان إلى خارج المدارات القريبة من الأرض خلال العقد المقبل، وذلك نحو عمق الفضاء المحيط بالقمر لاختبار التكنولوجيا وإثبات فعاليتها في إنجاز الرحلة إلى الكوكب الأحمر». وقال : «لقد اقتربنا الآن من مرحلة إرسال البشر إلى المريخ أكثر من أي وقت مضى، حيث تجري التحضيرات لهذه الرحلة بالتزامن مع تطوير الأنظمة البشرية والآلية الجديدة. وتقوم ناسا حالياً بتشغيل بعثات فضائية آلية في كوكب المريخ، بالإضافة إلى بناء نظام إطلاق الصاروخ الفضائي والمركبة البشرية أوريون ل في المستقبل. كما يساهم في بناء هذه القاعدة المعرفية الكثير من البعثات والمشاركات الدولية، مثل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ. وسوف تستمر البعثات المستقبلية في تقديم المساهمات الهامة والاكتشافات لدعم هذه المبادرة». وأكد أن «رحلة الإنسان إلى المريخ ستكون نتيجة جهد عالمي متواصل حيث يتطلب نجاحه مشاركة جميع دول العالم، بما فيها دولة الإمارات»، لافتاً إلى الدور الذي يمكن أنظمة الإنسان الآلي أن «تلعبه في فحص الكواكب، بما فيها المريخ، وأهمية بعثات الأقمار الاصطناعية، مثل مسبار الأمل الذي سترسله دولة الإمارات لاستكشاف هذا الكوكب». وأضاف: «بفضل الأبحاث والتكنولوجيا المتطورة التي تمّ التوصل إليها في المحطة الفضائية، سيغدو الاستكشاف البشري والآلي خارج المدارات القريبة من الأرض ممكناً، ناهيك عن الفوائد التي ستعود بها هذه الأبحاث على البشر في كوكب الأرض». وتناول تأثير استكشاف الفضاء على تحفيز الأنشطة التجارية واقتصاد الفضاء. والعمل على توسيع نطاق تركيزها خارج المدارات القريبة من الأرض ثم الوصول إلى سطح المريخ في نهاية المطاف، مؤكداً أن «ناسا ماضية في برنامج استثماري في مجال نقل الطواقم البشرية التجارية والشحن بحلول عام 2030»، وأن هذه الرحلات «لن تكون باتجاه واحد».