اندلع حريق «هائل» في مصنع لإعادة تدوير الورق في المدينة الصناعية الثانية في الدمام، ظهر أمس، هو الرابع الذي يشهده هذا المصنع، والثاني خلال سبعة أشهر. وقدرت المساحة التي شب فيها الحريق الأخير بأكثر من 10 آلاف متر مربع. فيما شارك في عملية الإطفاء أكثر من 250 إطفائياً و16 فرقة، إضافة إلى 11 وحدة للإطفاء من كل من الدمام، والأحساء، والقطيف، والخبر، والجبيل. كما ساهم الطيران العمودي، التابع لإدارة الدفاع المدني في إطفاء هذا الحريق، إضافةً إلى جهات أخرى، مثل وحدات الإطفاء في شركة «أرامكو السعودية»، والحرس الوطني، والقوات البرية، ومصانع الطويرقي. وباشرت الموقع فرق تابعة لجمعية الهلال الأحمر، تحسباً لوقوع حالات اختناق بين الإطفائيين. وتواصلت أعمال الإطفاء حتى وقت إعداد هذا الخبر مساء أمس، إذ واصلت فرق الإطفاء المختلفة عمليات السيطرة على الحريق. وساهمت الرياح القوية التي اجتاحت المنطقة الشرقية أمس، في زيادة انتشار رقعته في شكل كبير، ما زاد من صعوبة السيطرة عليه حتى وقت متأخر. وأشرف على عمليات الإطفاء مدير إدارة الدفاع المدني في المنطقة الشرقية اللواء حامد الجعيد، منذ بدايته. فيما أوضح الناطق الإعلامي للدفاع المدني المقدم منصور الدوسري، في تصريح إلى «الحياة»، ان الحريق «اندلع على مساحة تقدر بأكثر من 10 آلاف متر مربع في مصنع خاص للورق في المدينة الصناعية الثانية في الدمام». وأضاف «لم تسجل أي إصابات أو وفيات في الحريق، ولا زالت التحقيقات جارية لمعرفة أسبابه، وتقدير حجم الخسائر». مصنع الورق يستهل موسم الحرائق في «الصناعية الثانية» ومع اندلاع حريق أمس، استذكر نحو 300 إطفائي، شاركوا في إخماد حريقين، وقعا في مصنع تجميع وإعادة تدوير الورق قبل أربعة أعوام، وآخر قبل نحو سبعة أشهر، رائحة الدخان ومنظر ألسنة اللهب من حولهم، خصوصاً في الحريق الأخير الذي كافحوه لنحو ثلاثة أيام وهم صائمون خلال شهر رمضان الماضي، في درجات حرارة، لامست الاربعينيات المئوية، ليتجدد المشهد في الحريق الذي شهده المصنع ذاته أمس. واستهل مصنع تجميع الورق وإعادة تدويره، موسم الحرائق المتكرر كل عام، في المدينة الصناعية الثانية في الدمام، المُصنفة ضمن «أهم سبع مناطق خطرة في الدمام». بيد ان لهذا المصنع تحديداً تاريخاً مع الحرائق، وخصوصية فيها، فعمليات الإطفاء فيه تستمر عادة بين ثلاثة إلى أربعة أيام. وأصبحت الحرائق التي شهدها المصنع في أوقات سابقة، مشهداً مألوفاً، ليس على مستوى المدينة الصناعية الثانية فحسب، وإنما لنحو 524 مصنعاً تضمها المدن الصناعية الثلاث في الدمام، وللجهات الحكومية والخاصة التي تضم فرق إطفاء ومكافحة حرائق، إضافة إلى فرق الإطفاء والإنقاذ التابعة للدفاع المدني في محافظات الشرقية كافة. وأشارت مصادر مطلعة إلى معاودة المصنع عمليات التشغيل بعد الحريق مباشرة، في الوقت الذي لم يقم بتأمين وسائل السلامة اللازمة في الموقع في شكل مناسب حتى وقوع الحريق الذي وقع أمس. ويتذكر إطفائي شارك في إخماد الحريقين، الصعوبات التي تواجههم، خصوصاً في إطفاء مصنع إعادة وتجميع الورق. واعتبره «تحدياً حقيقياً» يواجه فرق الإطفاء والإنقاذ، خصوصاً أن عمليات الإطفاء التي تتم، تمتد لنحو أربعة أيام. وقال: «لا يمكن في هذا النوع من الحرائق استخدام المروحيات، خوفاً من توسع رقعة الحريق بعد تطاير الأوراق وهي تشتعل، إلى مصانع أخرى مجاورة، ما يساهم في وقوع حرائق أخرى»، معتبراً الظروف الجوية «تحدياً آخر يواجهه الإطفائيون، نتيجة سرعة حركة الرياح، التي تؤثر في انتقال الأوراق المشتعلة إلى مواقع أخرى». وطالب ب«توفير وسائل إطفاء وسلامة أفضل في مواقع التخزين، لتفادي وقوع حرائق تغطي انبعاثتها سماء المنطقة بغازات ودخان ضار بالبيئة».