أفاد التحالف الدولي ضد «داعش» أمس، بوجود حالة من الفوضى والصراع الداخلي في «داعش» على خلفية الانتكاسات التي يتعرض لها التنظيم في العراق وسورية، ما أدى إلى قيام قياديين بالانتقام، بقتل عناصر في التنظيم وتراجع عدد المقاتلين الأجانب وفتح «مكتب الهجرة» للسيطرة على الخلافات الداخلية. ونقل بيان من التحالف الدولي ضد «داعش» عن العقيد كريس غارفر الناطق باسم عملية «العزم الصلب» قوله إن الشهور الثلاثة الماضية «شهدت ارتفاعاً واضحاً في عدد عناصر داعش الذين قُتلوا على يد داعش. ويبدو أننا دخلنا مرحلة الصراع الداخلي». وأضاف: «نشهد حالات لكبار قادة داعش يعدمون قادة داعش الأقل مرتبة. ونعلم أنهم يواجهون ضغوطاً عسكرية متزايدة -حيث إنهم يخسرون الأراضي، ويخسرون موارد تمويلهم، ويخسرون المعارك»، إضافة إلى «زيادة الانقسامات مع زيادة الضغوط على داعش، وهناك أنباء موثوقة واسعة الانتشار تتحدث عن عمليات الإعدام الجماعي هذه في العراق وسورية. وهي أنباء تزداد وتيرتها ونطاقها وحجمها». وبحسب أرقام نشرها «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، فإن «داعش قتل 464 من أفراد عناصره في السنتين الماضيتين لأسباب، من بينها الهروب من القتال، واتهامات بالتجسس، والهروب من الخطوط الأمامية في المعارك، وصراعات داخلية»، كان بينها «إعدام 40 في دير الزور شرق سورية وقتل 50 آخرين في الموصل لتسببهم بما يُطلق عليه صراعات داخلية، إضافة إلى مقتل قائد من داعش على يد زملائه المقاتلين في خضم تصاعد الانقسامات في الرقة، وقتل 12 عنصراً في الموصل على يد زملائهم المقاتلين بزعم تعاونهم مع القوات العراقية». وقال العقيد غارفر إن «حالة الارتياب وعدم الثقة مستشرية في أوساط التنظيم»، مشيراً إلى أن «الأنباء المتداولة حول اتهامات بالتجسس كانت واحدة من الأسباب الأساسية التي حملت داعش على قتل أعضائه... حتى مجرد أمور بسيطة وغير ضارة كامتلاك هاتف نقال قد تثير الشكوك». وبحسب تقارير إعلامية محلية، بات الوضع «سيئاً لدرجة أن داعش أسس مكتباً للهجرة لإدارة العلاقات مع المقاتلين الأجانب بعد أن أدى خلاف مع مقاتلين هولنديين إلى معارك باستخدام الأسلحة وأعمال قتل انتقامية وإعدام ثمانية رجال». وقال غارفر: «استراتيجية التحالف تحقق تقدماً، وبات داعش أضعف مما كان عليه من قبل، فقد خسر أراضي وانخفضت موارد تمويله وعوائده، ومقاتلوه يتعرضون للقتل، وقيادته وسيطرته أصبحت أكثر ضعفاً. والأهم من كل ذلك هو أن أسطورة أن عناصر داعش وما يُطلق عليه الخلافة لا يُقهَرون قد تحطمت». وقال المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص بالتحالف ضد «داعش» بريت ماكغيرك، إن «تنظيم الدولة خسر 50 في المئة من الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق و20 في المئة من الأراضي في سورية ولم يعد قادرًا على الوصول إلى المناطق الحدودية مع تركيا». ونقلت وسائل إعلام عن ماكغيرك قوله: «تقلُّص عدد العناصر في صفوف تنظيم داعش من نحو 30 ألف عنصر في صيف 2014 إلى ما بين 19 و25 ألفًا تقريبًا مع استمرار انخفاض هذه الأعداد»، لافتاً إلى «تبني 45 دولة حاليًّا قوانين تحظر السفر من أراضيها للانضمام إلى صفوف التنظيم، كما نجحت 35 دولة في إلقاء القبض على عناصر تابعين له. نجحنا في قطع الموارد المالية التي تأتي للتنظيم من الخارج مع تقليص الموارد التي يعتمد عليها من بيع النفط وتهريب الآثار». وبحسب إحصاءات التحالف، ارتفعت معدلات الانشقاق في «داعش» وانخفض تدفق المقاتلين الأجانب بنسبة 90 في المئة. وأضاف البيان: «خلال الشهور الستة الماضية خسر داعش سيطرته على كل من هيت والرطبة والرمادي في العراق، وكذلك سد تشرين الاستراتيجي ومعقله السابق في مدينة الشدادي في سورية»أمام «قوات سورية الديموقراطية» الكردية- العربية و «عاد أكثر من 650 ألف من النازحين داخلياً إلى بيوتهم في العراق بفضل جهود تحقيق الاستقرار التي تساعد في تمويله دول التحالف الدولي البالغ عددها 66 دولة، كما سجل مقتل 25 ألف عنصر من داعش».