كغيرهم في مناطق المملكة التي تحتفظ بتراثها وعاداتها في ومورثها الشعبي، ما يزال الأهالي في جازان يتمسكون بكثير من العادات، على رغم التطور والتمدن الهائل في المنطقة. وما إن يبدأ شهر رمضان حتى يحرص معظم المتسوقين على جلب الأغراض الأساسية للأكلات الشعبية، في حين تتفنن النساء في إتقان أنواع الطهي للأكلات الشعبية، التي خصصت الأواني الشعبية والفخاريات لتجهيز الأكلات الجازانية الشعبية. يقول بائع الفخاريات إبراهيم أبكر توجد طلبات كبيرة على أدوات الطبخ الشعبية، مثل الميفا (التنور)، و«المغش» (القدر الحجري)، و«البرمة»، و«الحواسي»، و«الكزم»، مؤكداً أنه يكاد لا يخلو منزل من هذه الأدوات. وتقول أم محمد: «بعض السكان يفضلون الأكلات الشعبية التي تطهوها النساء في رمضان من طريق الأواني الشعبية، كاللحم الحنيذ، كما يعتبر الخبز والذرة الحمراء (الخمير)، والحامض والبيضاء والدقيق من الضروريات في اكتمال تلك الأكلات، وعلى رغم ذلك فالمأكولات البحرية حاضرة بقوة في موائد جازان الرمضانية». وتشير أم محمد إلى أن البعض يفضل هذه الوجبات في الإفطار، والبعض في العشاء، إلا أنها تقل جداً في موائد السحور، تجنباً للعطش في نهار رمضان. وتضيف أن النساء يقمن بطهي الأسماك بطرق عدة، إلا أن المفضل الطهي في التنور، مع الخضراوات المشوية، أو في «المغش» (القدر الحجري)، بزيت السمسم، أو من طريق «مكشن الخضراوات»، وتنوه بأن جميعها حاضرة على الموائد الرمضانية. وزادت: «هناك أطباق رئيسة في رمضان، وشوربات تطهى في التنور، وتكون ذات نكهة مميزة، وتقول إن والدها يفضل من الخضراوات الرجلة و«الشدخ»، والملوخية، والباميا، مع الأطباق البحرية. ويقول محمد حسين (أحد باعة الأسماك) إن معظم الطلبات تكون من أسماك الكنعد (الضيرك)، والعربي، والهامور، مفيداً بأن لكل صنف طبخة تختص به، وأن المستهلكين يبتعدون عن قلي السمك في شهر رمضان، ويفضلون طهيه إما من طريق الشوي في التنور على الجمر، أو من طريق حجر التنور بزيت السمسم. ويبين حسين أن مِن الزبائن من يطلب «الهرو»، وهو بيض سمك الكنعد، الذي يتم طهيه بأشكال عدة، منها الشوي، أو من طريق سلطة الطماطم، موضحاً أن الأخيرة «لا تقاوم»، وربما تكفي عن بقية المائدة. وتقول عائشة إنه إضافة إلى تفنن النساء في الأكلات المنوعة، فإنهن أبدعن في صناعة المعجنات المشكلة عموماً، من بيتزا وقطايف وحلويات، وهذه المعجنات خصصت لزيارة النساء في رمضان لبعضهن، وتقدم لهن مع العصير.