يشكو مهاجرون غير شرعيين أفارقة وصلوا إلى مركز إيواء في جزيرة صقلية الإيطالية أن عصابات في العاصمة الليبية طرابلس هاجمتهم وتسببت لهم بجروح متفاوتة الخطورة. ويروي آلاف القصر الذين تدفقوا بلا مرافقين إلى إيطاليا أخباراً مروعة عن الوقت الذي أمضوه في ليبيا حيث يعيث مهربو البشر والفصائل المسلحة والإسلاميون المتشددون فساداً في بلد تسوده الفوضى بسبب الصراع. ويقول أحد الفتية إن الأشهر الخمسة التي قضاها هناك كانت كابوساً إذ تعرض مراراً لهجمات وملاحقات على أيدي عصابات الشوارع ولم يعرف الراحة إلا حين ركب قارباً مطاطاً وانطلق قاصداً أوروبا حتى وإن كان هذا يعني المجازفة بحياته في عرض البحر. وأضاف الفتى الذي يعيش حالياً في فيلا قديمة تحولت إلى مركز لإيواء الصبية المهاجرين في مدينة كالتاجيروني القديمة: «في ليبيا هناك هؤلاء (الذين يُعرَفون باسم) أولاد الشوارع، يقولون إنهم لا يريدون أي شخص أسود في ليبيا». وذكرت هيئة إنقاذ الطفولة إن أكثر من 6 آلاف قاصر بلا مرافق وصلوا إلى سواحل إيطاليا حتى 29 أيار (مايو) الماضي، وهو رقم يبلغ 3 أمثال مَن وصلوا خلال الفترة ذاتها العام الماضي. وقالت المتحدثة باسم هيئة إنقاذ الطفولة جيوفانا دي بينيديتو، التي توثق روايات الأطفال في صقلية: «مَن يستقلون القوارب يفرون من وضع خارج عن السيطرة في ليبيا ازداد سوءاً خلال السنتين الماضيتين». وأضافت: «بعضهم يصفونها بالجحيم ويقولون إنهم شاهدوا أقاربهم يتعرضون لأنواع العنف وحتى القتل». وتقول الأممالمتحدة إن المهاجرين ممَن يمرون عبر ليبيا يتعرضون للاستغلال والإساءة الجسدية ومنهم مَن يُحتجزون في ظروف مزرية. وقال مراهق من غامبيا إن «أولاد الشوارع» مسؤولون عن قتل قريب له من السنغال بالرصاص كان في العشرينات من عمره وإصابة رب عمله الليبي محمد في الذراع. وأضاف: «إنهم يسرقونك ويستولون على أموالك وإن لم يكن معك مال... يقتلونك». ونجا محمد، رب عمل المراهق الغامبي، من الموت لكن بُترت ذراعه. وبينما كان الرجل يتعافى في المستشفى فإنه تولى ترتيب سفر عامله إلى إيطاليا على متن قارب. وحاول محمد إعطاءه 1800 دولار استحقها عن العمل مع قريبه في مجال البناء لكنه رفض.