أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو التزام بلاده ب «الثوابت» التي تعهدت بها في شأن سورية بينها «الحفاظ علي الوحدة الوطنية السورية والجيش النظامي السوري وبقية الأجهزة الأمنية التي تحافظ علي النظام العام في جميع المناطق السورية». وقال مصدر قريب من السفارة الروسية في طهران ل «الحياة» أن شويغو الذي شارك في الاجتماع الثلاثي في طهران مساء أول من أمس انه ابلغ نظيريه الايراني حسين دهقان والسوري جاسم فريج «السياسة الروسية الثابتة حيال الأزمة السورية ومواجهة الحركات الإرهابية. كما انه نقل ذات المعني لأمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني الذي أكد له عدم وجود أي صفقات ثنائية بين موسكو وواشنطن في شأن سورية خارج نطاق العلاقة التي تربط موسكوبطهران ودمشق». وخلال لقائه شويغو، رأي شمخاني الذي وصفته وسائل الإعلام الإيرانية بأنه المنسق الأعلى للإجراءات السياسية والعسكرية والأمنية الإيرانية مع الحكومة السورية وروسيا وهي صفة تطلق للمرة الأولى في إيران أن الاجتماع الثلاثي «دليل على الإرادة الراسخة للدول الثلاث لمواجهة الإرهاب التكفيري وحماته في شكل شامل وأن مواصلة الدعم للحكومة الشرعية والشعب السوري المظلوم يأتي لإحلال الاستقرار والأمن في هذا البلد». وأعربت مصادر إيرانية ل «الحياة» عن ارتياحها لنتائج الاجتماع الثلاثي «الذي جاء عشية تطورات محتملة تمر بها المنطقة» من دون أن تكشف عن طبيعة هذه النتائج، لكنها قالت إنها أكدت التنسيق بين الدول الثلاث في المجال العسكري و «تعزيز عمل غرفة العمليات المشتركة المشكلة في العراق بين روسيا وسورية والعراق وايران». وشكر شمخاني الموقف الذي يتحلي به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ل «السياسات والإجراءات الشجاعة ودعمه الفاعل والمؤثر للتصدي الشامل للإرهاب في سورية»، متهماً الإدارة الأميركية وحلفاءها الغربيين والاقليميين ب «توفير غطاء أمن للكيان الصهيوني وإجراء استعراضات اعلامية وديبلوماسية للتأثير على الرأي العام لمصلحة أهداف سياسية وانتخابية». ونقلت وسائل إعلام رسمية عن شمخاني قوله إن «الشعب السوري هو الطرف الوحيد المؤهل لتحديد مستقبل بلاده ويجب تركيز جميع الجهود على توفير ظروف لازمة لتوفير إجواء انتخابية آمنة وسليمة لتحديد مستقبل سورية». ورأي ضرورة «تعرية الجهود الرامية لتبييض المجموعات الإرهابية وإعادة تشكيلها تحت عناويين جديدة وإدخالها في مسيرة الحوار السياسي، وهذا يعني توفير الأرضية لإمكانية إيجاد نشاطات قانونية للمجموعات التكفيرية بهدف تشكيل جيش إرهابي مجهز وتوسيع نطاق اعمال العنف في جميع انحاء العالم». من جانبه، اعتبر وزير الدفاع الايراني ان الدفاع عن النظام السوري «في مواجهتها للعناصر الإرهابية واجب من الواجبات الايرانية»، مضيفاً خلال لقائه وزير الدفاع السوري أن «التعاون المشترك لمواجهة الإرهاب مصداق حرب الحق ضد الباطل».