أنهت آلة الحفر «ظفرة» اخيرا أعمال حفر الجزء الجنوبي من الخط الأخضر بطول 7.280 متراً، ابتداءً من المحطة المجاورة لدوّار قاعدة الملك سلمان الجوية، حتى نهاية الخط عند محطة مركز الملك عبدالعزيز التاريخي. وبذلك تكتمل أعمال حفر نفق الخط الأخضر، مشكّلاً نفقاً واحداً متصلاً يربط بين شمال المدينة ووسطها بطول إجمالي يبلغ 12.16 كلم، وبعمق أقصى يصل إلى 34 متراً تحت سطح الأرض. واطلع أمير منطقة الرياض رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض فيصل بن بندر بن عبدالعزيز اول من امس آلة حفر الأنفاق العملاقة «سنعة» وهي تخترق جدار محطتها الأخيرة على الخط الأخضر، بعد أن أنجزت مهمتها في أقل من عام واحد، بحفر الجزء الشمالي من نفق الخط الأخضر بطول 4.880 متراً، ابتداء من إلتقاء الخط الأخضر بالخط الأحمر (محور طريق الملك عبدالله) بجوار مقر وزارة التربية والتعليم، وصولاً إلى المحطة المجاورة لدوار قاعدة الملك سلمان الجوية. ويأتي هذا الإنجاز. وأكد أمير منطقة الرياض اكتمال أعمال حفر نفق الخط الأخضر (محور طريق الملك عبدالعزيز)، وإنجاز 36 في المئة من أعمال مشروع قطار الرياض. وقال في تصريح له خلال زيارته المشروع أول من أمس (الأربعاء): «اطلعنا على عمل وطني محكم التنفيذ، ويسير وفق خطة مدروسة، أشرف عليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي يولي مدينة الرياض اهتماماً كبيراً كسائر مدن المملكة، ونحن فخورون بما تحقق في سير أعمال مشروع قطار الرياض الذي أنجز حالياً ما نسبته 36 في المئة، وسينتهي خلال الزمن المحدد له بعد عامين». وتابع: «مشروع قطار الرياض من المشاريع الوطنية الرائدة التي ستنعكس بوضوح على تطوّر المدينة، وستكون إحدى العلامات البارزة على مستوى الإنجاز السعودي في مجال النقل العام، إضافة إلى دور المشروع الرئيس في استقطاب العديد من الكفاءات الوطنية المؤهلة والمدربة، وبإذن الله سيكونون خير عون بإدارتهم وقيادتهم لكل خطوة من خطوات المشروع». ويضم الخط الأخضر مركزاً للمبيت والصيانة، و12 محطة فرعية، و19 قطاراً، تخدم عدداً من الأحياء السكنية ومجموعة كبيرة من المنشآت الحكومية، أبرزها: وزارة المالية، النقل، البيئة والمياه والزراعة، الصحة، التجارة والاستثمار، وعدد من منشآت وزارة الدفاع، إضافة إلى عدد من الشوارع التجارية والأسواق. كما تفقّد رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بداية الجزء الجنوبي من نفق الخط الأخضر، وشاهد عناصر ومكونات النفق، وتوقف على بعد 800 متر في المحطة المجاورة لنادي الضباط على الخط الأخضر، التي اكتملت أعمال حفرها أخيراً، حيث شاهد لوحات تعريفية بالمحطة، واستمع إلى شرح عن حجمها وتصاميمها وطريقة بنائها وسعتها من الركاب، وأبرز المستفيدين من خدماتها من سكان ومرتادي الأحياء ومنسوبي الجهات الحكومية المجاورة، وما ستتوافر عليه من خدمات ومرافق بعد إنشائها. واطلع امير الرياض على نموذج قطار الخط الأخضر بحجمه الكامل (1-1) وبكامل تجهيزاته وخدماته، إذ استمع إلى شرح عن عربات القطار في المشروع البالغ عددها 190 قطاراً انطلقت أعمال تصنيعها وفق آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا في هذا المجال، من ثلاثة من أكبر مصنعي القطارات في العالم، وهي: شركة SIEMENS الألمانية، وشركة BOMBARDIER الكندية، وشركة ALSTOM الفرنسية. كما تجوّل أمير الرياض داخل نموذج القطار الذي يتكون من عربتين، اطلع خلالها على ما يتميز به من تصاميم داخلية وخارجية عصرية، ومعايير عالمية لتحقيق أعلى درجات الراحة والأمان للركاب، وشاهد ما يحتويه القطار من خدمات وتجهيزات تشمل: شاشات العرض الإلكترونية، وأنظمة المعلومات المرئية والسمعية للتواصل مع الركاب، ونظم الاتصالات والإضاءة والتكييف، إضافة إلى أنظمة التحكم في الأبواب الكهربائية، ونظم الأمن والسلامة، وكاميرات المراقبة داخل المقصورات. وشاهد أمير منطقة الرياض ما يتميز به تصميم القطار من مراعاة لمتطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة، والأخذ في الاعتبار انسجام التصميم مع متطلبات النظافة والصيانة وفق خصائص البيئة الطبيعية في مدينة الرياض، إذ جرى تصنيع عناصر وتجهيزات القطارات الداخلية والخارجية كافة وفق أحدث المواصفات، وباستخدام المواد الأعلى جودة ومتانة، والأكثر تحملاً وملاءمة للأحوال الجوية السائدة في المدينة. وتضم عربات القطارات في المشروع 470 مقصورة، بواقع مقصورتين أو أربع مقصورات لكل قطار، في الوقت الذي يتوزع فيه كل قطار إلى ثلاث فئات، الدرجة الأولى، العائلات، الأفراد، عبر فواصل مرنة يتم عبرها تقسيم عربات القطار، في الوقت الذي يمكن فيه تخصيص عربات القطار بالكامل لفئة محددّة عبر مركز التحكم عند الحاجة إلى ذلك. وحالياً تخضع عربات القطار التي جرى تصنيعها ضمن المشروع، لاختبارات الجاهزية النهائية في المصانع في ظروف مناخية مشابهة للمناخ في مدينة الرياض، على أن تنقل إلى المملكة خلال الأشهر المقبلة.