انتهى امس الاجتماع الذي ضم رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ووزير الدفاع الاسرائيلي ايهود براك من دون نتائج معلنة، فيما نددت حركتا «حماس» و «الجهاد الاسلامي» باللقاء، الذي وصفته «حماس» بأنه «تآمري خطير». وقال فياض في مؤتمر صحافي في رام الله عقب الاجتماع انه اثار مع باراك 3 قضايا هي رفع الحصار على قطاع غزة، ووقف الاقتحامات الاسرائيلية لمناطق السلطة، وحرية قوات الامن الفلسطينية في العمل في مختلف مناطق الضفة الغربية وليس فقط في المدن. ولفت الى ان هذه القضايا نوقشت في اطار ومنهج مختلف وهو منهج انهاء الاحتلال وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة. وأضاف: «نرفض التعامل مع القضايا بالتجزئة مثل ازالة حاجز عسكري هنا وهناك، ونصر على التعامل معها في اطار انهاء الاحتلال وإقامة الدولة». وقال ان الجانب الاسرائيلي في هذا الاجتماع وعد بدراسة المطالب الفلسطينية وتقديم اجابات واضحة في شأنها. واصطحب فياض معه الى هذا اللقاء مدير الشرطة ومدير الارتباط المدني ومدير الضرائب. وكانت الادارة الاميركية عرضت على الجانب الفلسطيني عقد اللقاء بين فياض وباراك، مشيرة الى استعداد الجانب الاسرائيلي تقديم تسهيلات في القضايا الحياتية للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة في هذه الفترة. لكن باراك، الذي يحمل تفويضاً محدوداً من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، لم يعط رداً على المطالب الفلسطينية وان كان وعد بدراستها. ويرى مراقبون ان الخطوة الاسرائيلية جاءت للتغطية على عدم حدوث تقدم في المفاوضات غير المباشرة الجارية عبر الوسيط الاميركي جورج ميتشل. لكن الدكتور غسان الخطيب مدير مكتب الاعلام الحكومي قال ان رئيس الوزراء ذهب الى اللقاء من اجل تحقيق مصالح حيوية للشعب الفلسطيني. وقال ان «اللقاء تمحور على بحث السبل الكفيلة بانهاء الحصار الاسرائيلي عن قطاع غزة، ووضع حد للاجتياحات والاعتقالات الاسرائيلية في الضفة الغربية». وأكد في بيان ان هذا اللقاء «لا يندرج بأي حال من الاحوال ضمن اللقاءات التفاوضية وانما جاء لتسهيل الامور الحياتية لأبناء شعبنا، إضافة الى «تمكين الاجهزة الامنية الفلسطينية من تقديم خدماتها للمواطنين خارج المدن». ونددت (أ ف ب) حركتا «حماس» و «الجهاد الاسلامي» باللقاء اذ اعتبرته الاولى «لقاء امنياً تآمرياً خطيراً» بينما رأت فيه الثانية «لقاء امنياً» مؤكدة ان الحديث عن بحث موضوع الحصار على غزة خلاله هو «محض تضليل. ونقلت «فرانس برس» عن الناطق باسم «حماس» فوزي برهوم أن «اللقاء امني تآمري خطير يأتي تلبية للاجندة الاميركية والاوامر الصهيونية ورفع وتيرة التعاون الامني مع العدو لتصفية المقاومة وحماية الاحتلال». وأضاف ان «سلام فياض لا يمثل الا نفسه، وسلطة فتح بالضفة الغربية لا تمثل الشعب الفلسطيني»، مؤكداً ان «اي نتائج لمفاوضاتهم مع العدو لن نعترف بها ولن تكون ملزمة لشعبنا». وأوضح ان «هذا اللقاء في هذه الفترة بالذات يعني اضفاء الشرعية على التهويد والاستيطان والاقتلاع وطرد المقدسيين والفلسطينيين من ارضهم». وأكد برهوم ان «هذا اللقاء هو تحد خطير لمشاعر الشعب الفلسطيني والمتضامنين معه، وهو بمثابة عار على السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية (...) ويكشف كذب ادعاءات (الرئيس الفلسطيني محمود) عباس وحركة فتح بعدم الرغبة في الانتقال الى المفاوضات المباشرة». بدوره قال مصدر مسؤول في حركة «الجهاد الاسلامي» في بيان ان «لقاء فياض - باراك لقاء امني بامتياز، ويندرج في سياق الأجندة التي ينفذها سلام فياض بعيداً من مصالح شعبنا وأولوياته». وأضاف «ان الحديث عن بحث موضوع الحصار على غزة هو تضليل محض، لأن من ارتكب جريمة القرصنة بحق المتضامنين على متن اسطول الحرية لا يمكن ان يرفع الحصار عن غزة، بل ان هذا اللقاء هو تجميل للقاتل باراك وغسل ليديه من جرائمه بحق ابناء شعبنا وبحق سفن التضامن». وتابع ان «ذهاب فياض الى هذا اللقاء المباشر مع العدو، يكشف مجدداً عن خطورة دوره ودور حكومته الوظيفي، ويكشف ايضاً عن حالة انفلات سياسي وتناقض مع مواقف منظمة التحرير الفلسطينية المعلنة».