يسود «تشاؤم أمني» عشية افتتاح بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم في باريس والتي تستمر حتى 10 تموز (يوليو) المقبل، خصوصاً بعدما أكدت الحكومة أن البطولة «تشكل هدفاً جذاباً محتملاً للمنظمات الإرهابية أو لأشخاص متطرفين»، وذلك بعد سبعة أشهر على اعتداءات باريس التي أسفرت عن 130 قتيلاً في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وصرح مسؤول بارز في مكافحة الإرهاب طلب التكتم على هويته: «تتواجد مجموعات كوماندوس في أوروبا لا يعرف أحد تشكيلاتها أو مكان تمركزها، علماً أن الخلايا التي جرى تفكيكها في بلجيكا وتلك التي نفذت اعتداءات بروكسيل في 22 آذار (مارس) الماضي، خططت أصلاً لاستهداف باريس. أما السبب الآخر للتشاؤم فهو تراجع تنظيم داعش، لذا سينفذ عمليات في أوروبا أو فرنسا». ووضعت اللجنة المنظمة بالتعاون مع وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية 15 مباراة ضمن الدور الأول في دائرة «العناية والرصد» لاحتمال أن تواجه أخطاراً أمنية وأحداث شغب، وفي مقدمها مباراة إنكلترا – روسيا المقررة غداً في مرسيليا، تركيا – كرواتيا (12 الجاري في باريس)، إنكلترا – ويلز (16 منه في لنس)، ألمانيا – بولندا (16 منه في ستاد دو فرانس)، وأوكرانيا – بولندا (21 منه في مرسيليا). واستنفرت السلطات الفرنسية أكثر من 77 ألف شرطي ودركي، وقسماً من 10 آلاف جندي وألف رجل إنقاذ متطوع، علماً أن الأمن في الملاعب والفنادق يقع على عاتق اللجنة المنظمة، فيما تتولى الهيئات المحلية أمن الأماكن المخصصة للمشجعين التي انتقدها اليمين لأنها تشكل هدفاً مميزاً، مخصصة لاستقبال 7 ملايين زائر سيتابعون منها المباريات مباشرة. وإذا كان نقل المباريات في أماكن عامة تخلو من التدابير الأمنية محظوراً، يتوقع أن تستقطب الحانات والساحات التي تعد «أهدافاً رخوة» استهدفت في اعتداءات باريس، عدداً كبيراً من هواة كرة القدم. واعتبر مسؤول بارز في الشرطة أن «عدد الأهداف غير محدد. وقد تكون أي حانة يشاهد فيها الشبان المباريات. لذا يجب حماية كل شيء طوال الوقت، وهذا أمر متعذر بالتأكيد». وأطلقت الحكومة أول من أمس تطبيقاً على الهواتف الذكية لإبلاغ الناس إذا حصل اعتداء. على صعيد آخر، رفض مجلس الدولة، أعلى هيئة قضائية فرنسية، طعوناً قدمها خمسة أشخاص دينوا بأعمال إرهابية ونزعت عنهم جنسيتهم الفرنسية، تمهيداً لترحيلهم إلى بلدانهم الأم. وحمل كل من فؤاد شروالي ورشيد آيت الحاج وبشير غميد ورضوان ابربي واتيلا تورك الجنسية الفرنسية بين 1991 و2001، وهم يتحدرون من أحياء شعبية في ضاحية باريس الغربية. وحكم عليهم عام 2007 بالسجن بين 6 و8 أعوام لمشاركتهم «في تحضير عمل إرهابي ترتبط بمجموعة مسؤولة عن اعتداءات الدار البيضاء في المغرب في 16 أيار (مايو) 2003. في إندونيسيا، اعتقلت الشرطة في مدينة سورابايا، ثاني أكبر المدن، ثلاثة مشبوهين في صلتهم بتنظيم «داعش» خططوا لتفجير قنبلة خلال شهر رمضان المبارك. في الولاياتالمتحدة، بدأت محاكمة شابين من كاليفورنيا، هما نادر الغزيل ومهند بدوي، كلاهما في ال25 من العمر، بتهمة التخطيط للالتحاق ب «داعش» في سورية. وكانا أوقفا في أيار 2015 في مطار لوس أنجليس.