أعلنت مصادر أمنية ليبية أن قوات موالية لحكومة الوفاق الوطني التي يرأسها فائز السراج تقدمت من الشرق والجنوب صوب مدينة سرت الساحلية معقل تنظيم «داعش» هناك، وسيطرت على معسكر للجيش. وأكد مسؤول في القوات البحرية الليبية أمس، أن قواته اقفلت المنافذ البحرية لمدينة سرت الواقعة شرق طرابلس، ما يقطع الطريق على مقاتلي «داعش» للفرار عبر البحر. وقال آمر القطاع الأوسط للقوات البحرية الليبية العقيد بحار رضا عيسى: «قواتنا تسيطر على ساحل سلات بالكامل. لن يستطيع الدواعش الفرار عبر البحر». وشنت الكتائب المتمركزة أساساً في مدينة مصراتة (غرب) هجوماً مضاداً على «داعش» الشهر الماضي وردت المتشددين على طول الطريق الساحلي إلى الغرب من سرت. وتقول الكتائب إنها عازمة على استعادة المدينة. وتحالفت كتائب مصراتة مع حكومة الوفاق الوطني التي تدعمها الأممالمتحدة والتي تسعى إلى بسط سلطتها على الفصائل الليبية السياسية والمسلحة منذ وصولها إلى العاصمة طرابلس في آذار (مارس) الماضي. وأفادت المصادر الأمنية بأن الاشتباكات استؤنفت في سرت أول من أمس، بعد توقف قصير في مطلع الأسبوع، وأن الكتائب تقدمت شمالاً، واستعادت معسكر تاقرفت التابع أساساً للجيش. وذكر المكتب الإعلامي للقوات الموالية لحكومة الوفاق في صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي إن القوات المقاتلة استعادت معسكر «الجالط ودوران بوهادي» الواقع إلى جنوب سرت. وقال ناطق باسم مستشفى في مصراتة إن 6 على الأقل من عناصر من الكتائب قُتِلوا وأصيب 30 آخرون في الاشتباكات. وقال المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني إن نقيب المحامين في ليبيا، وزير الشهداء والجرحى السابق عبد الرحمن الكيسة قُتل أثناء اشتباكات بين قوات موالية للحكومة ومتشددي «داعش». وقال المجلس في بيان نشره على صفحته في موقع فايسبوك إن الكيسة قُتل مساء أول من أمس «في معركة الوطن ضد تنظيم داعش الإرهابي بمدينة سرت». ولم يكشف البيان عن ملابسات مقتله. وكتب الكيسة يوم الثلثاء الماضي في صفحته على فايسبوك: «قد لا يدرك بعضهم أن هذه الحرب التي نخوضها ضد تنظيم داعش الإرهابي هي مكرمة ومنّة من الله سبحانه وتعالى ساقها إلينا وتكرّم بها علينا وفي الوقت بدل الضائع علّها تطهرنا من أدران السياسة وتصلح ما أفسده الساسة». من جهة أخرى، استأنفت طائرات ليبية أمس، رحلاتها نحو مطار تونس - قرطاج الدولي في العاصمة تونس للمرة الأولى منذ أكثر من 6 أشهر، بعد منعها من استخدامه لدواع أمنية، وفق ما اعلن «ديوان الطيران المدني والمطارات» التابع لوزارة النقل التونسية. وقال مدير الاتصال في الديوان، سامي ثابت إن رحلات الطائرات الليبية نحو مطار تونس - قرطاج «استؤنفت» وأن أول طائرة ركاب ليبية هبطت «اليوم» (الخميس) في المطار. وكانت وزارة النقل التونسية أعلنت في 5 كانون الأول (ديسمبر) 2015 إغلاق المطار الدولي أمام الطائرات الليبية ضمن «سلسلة اجراءات أمنية» اتخذتها وقالت إن المطار التونسي الوحيد الذي سيُسمح لهذه الطائرات باستخدامه هو مطار ولاية صفاقس (جنوب). وسمحت الوزارة في وقت لاحق للطائرات الليبية باستخدام مطار ولاية المنستير (وسط). ولا تسيّر الناقلة الجوية التونسية (الخطوط التونسية) رحلات نحو مطارات ليبية بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا. وقررت تونس اغلاق مطار العاصمة امام الطائرات الليبية إثر مقتل 12 من عناصر الأمن الرئاسي في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 في هجوم انتحاري استهدف حافلتهم وسط العاصمة، تبناه «داعش». وأغلقت تونس إثر الهجوم، حدودها البرية مع ليبيا لمدة 15 يوماً. وكان ذلك ثاني اعتداء دموي يتبناه التنظيم في تونس بعد هجوم استهدف في 18 آذار (مارس) 2015 متحف باردو وسط العاصمة، وأسفر عن مقتل 21 سائحاً اجنبياً وشرطي واحد. وأعلنت الحكومة التونسية في وقت سابق ان «كل الهجمات التي حصلت في تونس خُطِّط لها في ليبيا وأن منفذيها تلقوا تدريبات على حمل السلاح في معسكرات للمتشددين في هذا البلد الغارق في الفوضى منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي في العام 2011. وتدعم تونس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا بقيادة فائز السراج.