بحثت لجنة المتابعة والتشاور السياسي بين المملكة والسودان خلال اجتماعها الأول في جدة أمس (الأربعاء) كيفية تعزيز وتكثيف التبادل التجاري والاستثمارات بين البلدين، إضافة إلى التحديات التي تواجهها المنطقة سواء في سورية أم العراق أم اليمن والوضع في ليبيا، والتدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة وكيفية التعامل مع هذه التحديات. وترأس وفد المملكة خلال الاجتماع - بحسب وكالة الأنباء السعودية - وزير الخارجية عادل الجبير، فيما ترأس الجانب السوداني وزير خارجية الخرطوم البروفيسور إبراهيم غندور. وأوضح الجبير أن «الاجتماع الأول تم خلاله بحث العلاقات المميزة بين البلدين وسبل تعزيزها وكيفية تكثيفها في المجالات كافة»، مؤكداً أنه عبر لوزير خارجية السودان عن «شكر وتقدير المملكة لمواقف السودان الداعمة للمملكة سواء في عاصفة الحزم وإعادة الأمل، أم في التحالف الإسلامي العسكري لمواجهة الإرهاب والتطرف، ودعم السودان الثابت في المحافل الدولية والمنظمات الدولية والمواقف التي تتبناها المملكة». وشدد على وجود «تطابقاً كاملاً في الرؤى بين البلدين»، معرباً عن تطلعه إلى العمل معاً لدفع العلاقات بين البلدين إلى أفق أفضل بإذن الله . ولفت إلى أنه «تم حذف دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن من القائمة المرفقة للأمين العام للأمم المتحدة في ما يتعلق بالأطفال والنزاعات العسكرية بسبب وجود معلومات غير دقيقة في هذا التقرير»، مجدداً التأكيد على أن «المملكة حريصة جداً على أن يكون أي تقرير يصدر مبنياً على حقائق وإحصاءات دقيقة». وأوضح أنه «بعد مراجعة الوضع واحتجاج المملكة تم حذف دول التحالف من أجل الشرعية من هذه القائمة، خصوصاً وأن المملكة ودول التحالف حريصون على الأمن والاستقرار في اليمن وعلى حماية المدنيين بما فيهم الأطفال». وقال: «إن هناك دقة في العمليات العسكرية ومراجعة مستمرة لتفادي أية إصابات للمدنيين»، مضيفاً أن «المملكة ودول التحالف هم أكبر الممولين للمساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني، وأنهم يدعمون العملية السلمية في اليمن من أجل الوصول إلى حل على أساس المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني وقرار مجلس الأمن 2216». وعن المباحثات اليمنية في الكويت أكد الجبير أنها مستمرة، وأن المملكة تأمل أن يصلو إلى اتفاق مبني على مبادرات السلام الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني وقرار مجلس الأمن 2216. من جهته، أعرب وزير خارجية السودان عن سعادته الغامرة بزيارة المملكة، موضحا أنه تمت مناقشة العديد من الأمور التي تصب في مصلحة البلدين. وأكد أن بلاده ستظل داعمة للمملكة ودول الخليج والمنطقة العربية، معتبراً ذلك موقفاً أصيلاً، كما أكد أن دورهم في وزارة الخارجية هو متابعة تنفيذ توجيهات وتوصيات رئيس بلاده عمر حسن البشير وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومتابعة تنفيذ ما يجب أن تقوم به الجهات الأخرى في الوزارات المختلفة في تقوية العلاقات بين البلدين. واشار إلى أنه «تم الاتفاق على تقوية وتنمية الاستثمارات السعودية في السودان وذلك لإنجاح المبادرة التي طرحها الملك عبدالله بن عبدالعزيز يرحمه الله، التي يتبناها الرئيس عمر البشير من أجل الغذاء للوطن العربي»، معرباً عن تطلعه في استمرار الدعم بين الجميع في كل المحافل الإقليمية والدولية.