كشف السفير الجورجي في السعودية جورج جانجغافا أن أولي خطوات الإسلام نحو جورجيا كانت بعد عدة عقود من توسع الخلافة الإسلامية، بخاصة في النصف الثاني من القرن السابع الميلادي، واستمر الوصول العربي منذ ذلك الوقت وحتى القرن التاسع الميلادي. وأوضح السفير الجورجي جورج جانجغافا ل "الحياة" أمس، أنه على خريطة تبليسي، التي يرجع تاريخها الى عام 1785، كانت هناك خمسة مساجد للمسلمين بطراز معماري إسلامي تعتبر من أبرز الأعمال الفنية، وفي القرن ال 21 بقي مسجد واحد فقط، اذ دمرت معظم المساجد والمدارس الدينية في عهد النظام السوفياتي ومن بين هذه المساجد مسجد عمر (المسجد الأزرق) في تبليسي، الذي دمر في عام 1951 من قبل النظام السوفياتي. وبينً أنه وفقا لإحصاءات عام 2014، يعيش 400 ألف مسلم في جورجيا، يشكلون 10 في المئة من عدد السكان الجورجيين وجزء منهم أصول أذربيجانية، اضافة الى جزء من السكان الجورجيين من أجاريا وهي جمهورية ذاتية الحكم في غرب جورجيا، اضافة الى عدة آلاف من الشعوب القوقازية الشمالية الذين هاجروا في منتصف القرن ال 19 الميلادي إلى جورجيا للهروب من الظلم الروسي. ولفت الى أنه يوجد الآن أكثر من 200 مسجد في جورجيا، كما ترجم القرآن الكريم مرتين إلى اللغة الجورجية، المرة الأولى من اللغة الفرنسية من قبل بيتري مريانشفيلي في عام 1906، والمرة الثانية من اللغة العربية (بما في ذلك التعليقات) من قبل جيورجي لوبجانيدزه في عام 2006. وأشار الى أنه يوجد إدارة للمسلمين في كل مناطق جورجيا، وهي المسؤولة عن ارشاد وتوجيه وتنسيق سفر الحجاج الجورجيين الى مكةالمكرمة في السعودية خلال موسم الحج والعمرة، اذ في الغالب تبلغ حصة جورجيا من الحجاج 300 شخص سنويا لأداء الحج. وأوضح السفير الجورجي أن إمارة تبليسي تأسست في النصف الثاني من القرن الثامن الميلادي وأصبحت مركز للإمارة حتى عام 1122 عندما أنهى الملك الجورجي ديفيد أغماشينيبيلي (الباني) حكم العرب فيها وجعلها مدينة عرش جورجيا، مشيراً الى أنه في القرون 16-18الميلادي، شهدت جنوبجورجيا أسلمة قوية وخلال الفترة نفسها شهد الدين الإسلام انتشاراً في أبخازيا بعد وصول العثمانيون اليها. وبين أن الحكم العربي الإسلامي ترك أثره الثقافي في جورجياالشرقية، وكانت تبليسي واحدة من الأمثلة البارزة عن الثقافة الإسلامية خلال العصور الوسطى المبكرة والعصور الوسطى، اذ كان هناك عدد من المساجد في المدينة وبقايا مرصد فلكي بناه العرب لا تزال آثاره محفوظة حتى اليوم. ولفت الى أن المجتمع الجورجي يحترم ليس فقط المسلمين بل جميع الديانات الأخرى، والمسلمون في جورجيا يحتفلون بشهر رمضان الكريم مثل كل المسلمين في العالم بحرية واحترام، تعكس ثقافة المجتمع الجورجي. يذكر أن جورجيا التي يبلغ عدد سكانها 4 ملايين نسمة تضم مدن سياحية عدة منها باتومي، تبليسي، كوتايسي، سوخومي وتحتوي جورجيا علي اكثر من الفين من ينابيع المياة العلاجية و 12 ألف من المعالم التاريخية والثقافية، ويزورها سنوياً 6 ملايين سائح.