دعا نائب الرئيس الأميركي جو بايدن القادة العراقيين الى انهاء خلافاتهم وتشكيل حكومة تتمثل فيها الكتل السياسية كافة التي فازت في الانتخابات. وقال بايدن لعدد من الوزراء العراقيين خلال حفل استقبال في بغداد لمناسبة عيد الاستقلال الاميركي «في رأيي المتواضع، لكي تتمكنوا من تحقيق اهدافكم، يجب ان تكون الكتل الرئيسية كافة ممثلة في الحكومة الجديدة وبشكل نسبي». واضاف ان القائمة «العراقية وائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني والتحالف الكردستاني يجب ان يلعبوا دوراً مهماً في هذه الحكومة الجديدة لكي تنجح». وكان الزعيم الشيعي المقيم في إيران مقتدى الصدر، و «المجلس الأعلى»، بزعامة عبدالعزيز الحكيم، شنا هجوماً عنيفاً على بايدن الذي نقلت عنه أوساط مطلعة على محادثاته مع الزعماء العراقيين ترحيبه بالتقارب بين كتلتي رئيس الوزراء السابق إياد علاوي ورئيس الحكومة نوري المالكي واعتباره التفاهم بينهما «خياراً ديموقراطياً تفرضه نتائج الانتخابات». والتقى بايدن عصر أمس في بغداد المالكي وعلاوي بعد ان احتفل بعيد الاستقلال مع الجنود الاميركيين في قاعدة «فيكتوري»، غرب بغداد. وأفاد بيان حكومي بأن المالكي بحث مع نائب الرئيس الأميركي «تطورات العملية السياسية وجهود تشكيل الحكومة (...) والحوارات مستمرة بين الكتل السياسية لتشكيلها وقد اخذت جانباً جدياً ومعمقاً». وعبر البيان عن «الأمل في الاتفاق على المناصب السيادية قبل 14 تموز (يوليو) الجاري»، في اشارة الى موعد انتهاء المهلة الدستورية. وتابع ان المالكي «شدد على ضرورة تشكيل حكومة يشارك فيها الجميع لضمان استقرار العملية السياسية وقطع الطريق امام الاجندات الخارجية». والتقى بايدن قبل ذلك علاوي مدة ساعة ومعه وفد كبير من القائمة «العراقية» يضم حوالى عشرة اشخاص، على ان يلتقي غداً الرئيس جلال طالباني. ولم يصدر أي بيان عن فحوى اللقاء. لكن القيادي في «العراقية» جمال البطيخ قال ل «الحياة» امس ان «الاجتماع تطرق في شكل اساسي الى ازمة تشكيل الحكومة وأبلغناه إصرارنا على رئاسة الحكومة باعتباره استحقاقاً انتخاباً ودستورياً». وتابع ان «بايدن رحب بالتقارب مع المالكي باعتباره خياراً ديموقراطياً يفرض ان تكون للقائتمين االفائزتين في الانتخابات فرص تشكيل الحكومة الجديدة». إلى ذلك، ندد الصدر والقيادي في «المجلس الأعلى» صدر الدين القبانجي بالضغوط الاميركية لتشكيل الحكومة. وقال الصدر في بيان «انصح المالكي وعلاوي بعدم السماح للمحتل بالتدخل، أن يكون اجتماعهما من اجل تطبيق الاجندة العراقية لا الأميركية». وأضاف: «ادعو المرشحين لرئاسة الوزراء ممن تمسكوا بهذا المنصب او بالترشيح إلى أن يقدموا مصلحة العراق ويتنازلوا لمن هو الصالح او الاصلح». أما القبانجي فقال أمام وفد من العشائر في النجف ان حضور بايدن الى العراق «يجب ان لا يشكل أي مساس بالارادة العراقية في تشكيل الحكومة وعبور الازمة. تشكيل الحكومة يجب ان يكون بعيداً من الضغوط الاجنبية الدولية والاقليمية». وتعكس هذه التصريحات خشية الطرفين من حصول اتفاق بين المالكي وعلاوي على تشكيل الحكومة بتشجيع اميركي ما قد يؤدي الى اقصائهما عنها.