باكو – رويترز - حاولت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون رأب الصدع مع اذربيجان والترويج لحل نزاع ناغورنو قرة باخ، كما ضغطت على هذه الدولة الغنية بالنفط في شأن حقوق الانسان. وأدت حملة دعمتها الولاياتالمتحدة لتحسين العلاقات بين أرمينيا (العدو اللدود لاذربيجان) وتركيا إلى الإضرار بعلاقات واشنطن وباكو التي يساورها القلق من احتمال تأثر مصالحها بجهود المصالحة. واتهمت باكو الولاياتالمتحدة بالانحياز إلى أرمينيا في ما يتعلق بقضية قرة باخ. وانفصل الإقليم الذي يمثل المسيحيون غالبية سكانه عن أذربيجان المسلمة وأعلن الاستقلال بعد حرب في التسعينات أسفرت عن سقوط حوالى 30 ألف قتيل. ونتيجة لتوتر العلاقات ومن بينها غياب السفير الأميركي لأكثر من سنة، هددت باكو ب «اعادة النظر» في علاقاتها مع الولاياتالمتحدة. وبفضل موقعها الاستراتيجي بين روسيا وايران، تمثل اذربيجان طريق امداد رئيسياً للقوات الأميركية في افغانستان، لكن العلاقات توترت بسبب العديد من القضايا. وفي الوقت الذي تسعى كلينتون الى تحسين العلاقات وإحراز بعض التقدم في شأن ناغورنو قرة باخ، ضغطت كلينتون ايضاً على اذربيجان لإظهار مزيد من الاحترام للحريات المدنية وقالت انها اثارت القضية مع المدونين المعارضين من المودعين بالسجون. وقال الرئيس الأذري الهام علييف لكلينتون لدى لقائهما في مقره الصيفي المطل على بحر قزوين: «هذه مشكلة كبرى بالنسبة لنا ومصدر خطر كبير على أمن المنطقة». وأضاف: «نريد التوصل إلى حل في أسرع وقت ممكن، مواطنونا يعانون». وقالت كلينتون ان الولاياتالمتحدة ملتزمة بعلاقاتها مع اذربيجان. وقالت ان «القضايا التي ذكرتها مهمة بالنسبة لنا». وتريد أذربيجان استعادة ناغورنو قرة باخ بالقوة إذا لزم الأمر. ولم تسفر أكثر من 15 سنة من الوساطة عن التوصل إلى اتفاق سلام ولم يتبدد شبح الحرب. وكلينتون هي ثاني مسؤولة اميركية كبيرة تزور اذربيجان خلال شهر وذلك في اعقاب الزيارة التي قام بها وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس اوائل حزيران (يونيو) الماضي والتي كانت تهدف الى ضمان خط امداد اميركي الى افغانستان. ومنذ عام 2001 عبرت طائرات عسكرية وشاحنات امداد في اجواء هذه الدولة تحمل قوات اميركية وقوات حلف شمال الاطلسي ومعدات الى افغانستان. وترغب وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) في تجنب مشاكل يمكن ان تبطئ من عملية خفض اوباما للقوات البالغ قوامها 30 الف جندي. وتفاقمت المشكلة لدرجة أن غيتس أرسل خطاباً من الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى علييف، قال فيه أوباما إنه مدرك للمسائل «الخطيرة المتعلقة بعلاقاتنا» لكنه أبدى ثقته في أن البلدين قادران على حلها. وقالت كلينتون في لقائها مع ممثلي المجتمع المدني ومن بينهم مدونون ان اذربيجان مازال امامها شوط طويل امام احترام حقوق مواطنيها. وقالت كلينتون امام مجموعة من شباب اذربيجان: «في الوقت الذي تم احراز تقدم ملموس، تعرفون اكثر مني انه لا يزال هناك عمل ينبغي القيام به وهناك المزيد من التحديات».