فاز باستيان شفاينشتايغر نجم المنتخب الألماني أخيراً بلقب رجل مباراة منتخب بلاده أمام الأرجنتين، التى تلاعبت فيها «الماكينات» الألمانية ب «التانغو» الأرجنتيني وسحقتها برباعية نظيفة، ويدين بذلك المنتخب الألماني لنجمه الشاب باستيان شفاينشتايغر، بعد أن تألق في المباراة وتمكن مع زملائه في إيقاف خطورة ميسي ورفاقه. ونجح صانع ألعاب بايرن ميونيخ شفاينشتايغر في إمداد مهاجمي المنتخب الألماني بالكرات على مدار اللقاء، وكلل مجهوده بكرة الهدف الثالث عندما تلاعب بالمدافعين الأرجنتينيين ومرر الكرة إلى آرني فريدرتش الذي لم يتوان في إيداعها الشباك، وتخلى باستيان شفاينشتايغر منذ فترة طويلة عن التسمية التي لاحقته، بأنه النجم القادم للكرة الألمانية، ذلك لأنه اصبح أحد لاعبي النخبة في العالم بعد أن استعاد مستواه قبل انطلاق نهائيات كأس العالم الحالية، على رغم من شغله مركزاً مختلفاً في الاشهر الأخيرة، إذ انتقل لاعب بايرن ميونيخ من شغل الجبهة اليسرى الى مركز وسط الملعب في الموسم الماضي، ويعمل مدرب المنتخب الألماني يواكيم لوف على استمرار اللاعب في مركزه الجديد لسد فراغ غياب القائد ميكايل بالاك بداعي الإصابة. ويبدو «شفايني» كما يطلق عليه المقربون منه، والمولود في بافاريا مرشحاً ليكون أبرز صانع ألعاب في منتخب ألمانيا في الفترة المقبلة، لأنه يملك القدرات اللازمة للقيام بمهمة صانع الألعاب في صفوف المنتخب الفائز بكأس العالم ثلاث مرات، والحلول مكان بالاك في السنوات المقبلة، ويتمتع «شفايني» بفنيات عالية وهو يملك عقلاً كروياً رائعاً، ويتمتع بخبرة كبيرة جراء خوضه أكثر من 70 مباراة دولية، كما طرأ تطور كبير على تدخلات شفاينشتايغر في الاشهر الاخيرة، وبعد أن أثبت فعاليته في خط وسط الفريق البافاري الى جانب مارك فان بومل، فإنه يريد نقل عدوى نجاحاته في ناديه الى صفوف المنتخب. وانضم شفاينشتايغر إلى صفوف بايرن ميونيخ عندما كان في الرابعة عشرة من عمره، وأصبح النادي البافاري بمثابة منزله الثاني، وخاض أول مباراة رسمية له في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2002، ليستهل مسيرة مدججة بالألقاب المحلية في موسمه الاولى في صفوفه، ليصبح أحد اللاعبين الحليين القلائل الذين ترعرعوا في صفوف النادي وفرضوا انفسهم في التشكيلة الاساسية للفريق الجنوبي العريق، حامل الرقم القياسي في عدد الالقاب في «البوندسليغا»، وإذا كان يؤخذ عليه عدم امتلاكه السلوك الصحيح في بداية مسيرته، فإن «شفايني» نضج كثيراً في السنوات الاخيرة وأصبح ابرز نجوم بايرن ميونيخ. كما خاض أول مباراة دولية له في حزيران (يونيو) عام 2004 في المباراة التي خسرها «المانشافات» امام المجر بهدفين من دون رد في كايزرسلوترن، وبعد أربع سنوات فقط، كان يخوض مباراته الرقم 50 وهو في ال 23 من عمره، ليدخل سجلات الاتحاد الألماني كونه أصغر لاعب يصل الى هذا الحاجز بهذا العمر. وتألق ايضاً بشكل لافت في كأس القارات التي استضافتها بلاده عام 2005، إذ خطف عقول أنصار المنتخب الألماني إلى جانب لوكاس بودولسكي بفضل عروضهما القوية، وبعد عام بالتحديد كان «شفايني» القوة الضاربة على الجهة اليسرى بإشراف المدرب يورغن كلينسمان، وخطف الاضواء في المباراة على المركزين الثالث والرابع ضد البرتغال إذ سجل هدفين رائعين ومرر الكرة التي جاء منها الهدف الثالث ليقود فريقه الى الفوز بثلاثة أهداف في مقابل هدف. ومنذ تلك المباراة، عانى شفاينشتايغر للعودة الى الاضواء وتحقيق التطلعات، لكنه تألق مجدداً في مواجهة البرتغال في ربع نهائي كأس اوروبا عام 2008، ونجح هذه المرة في تسجيل أحد الاهداف، وتمرير الكرتين اللتين ساهما بتسجيل الهدفين الآخرين ليخرج فريقه فائزاً بثلاثة أهداف لهدفين، أما الآن، فإنه يواجه أكبر التحديات في مسيرته الكروية، إذ يتعين عليه مواجهة الصعوبات التي كانت اساسية في نضوجه، بعدما أصبح أخيراً في دوره الجديد داخل المستطيل الاخضر أكثر أهمية من اي وقت آخر، وهو يريد ان يثبت ذلك في ملاعب جنوب أفريقيا.