واصل أمس، مسلحو جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح قصف الأحياء السكنية في مدينة تعز، فيما استمرت المواجهات التي تخوضها القوات المشتركة ل «المقاومة الشعبية» والجيش الموالي للشرعية رداً على خرق المتمردين للهدنة في جبهات تعز ومأرب والجوف والبيضاء ونهم. وأعلن التحالف العربي أمس، عن تسليم «52 طفلاً تم تجنيدهم على الحدود اليمنية السعودية من قبل الميليشيات الحوثية، إلى الحكومة الشرعية اليمنية». وجاء في بيان التحالف أنه تم القبض على هؤلاء الأطفال «في مسارح العمليات العسكرية، وهم يحملون السلاح ويشاركون في عمليات زرع الألغام». في هذا الوقت، رحب عدد من الدول والمنظمات العربية بإعلان الأممالمتحدة حذف اسم «التحالف العربي»، الذي تقوده السعودية في اليمن، من لائحتها السوداء في تقريرها في شأن مصير أطفال ضحايا النزاعات المسلحة عام 2015 في 14 بلداً، معتبرين أن التقرير كان مبنياً على معلومات غير دقيقة وغير صحيحة، ولم يأخذ الخطوات الواجب مراعاتها والتي تنص على ضرورة التشاور مع الدول المعنية قبل إصداره. وقال مصدر مسؤول في وزارة خارجية قطر أمس: إن قرار رفع التحالف من تقرير الأمين العام للأمم المتحدة عن الأطفال والنزاع المسلح جاء بعد تحقق الأمانة العامة من عدم دقة وموضوعية المعلومات التي استند إليها التقرير. وجدد المصدر «التزام دول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بقيادة المملكة، قواعد القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي»، مشدداً على أن «مهمة التحالف الأساسية هي حماية المدنيين، بمن فيهم الأطفال، وإعادة الشرعية، إضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني». ونوه الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني بالقرار. وقال إن دول المجلس تثمن مبادرة الأمانة العامة للأمم المتحدة بتصحيح هذا الخطأ الإداري، تأكيداً لصدقية المنظمة ومسؤوليتها الدولية في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين. وفي القاهرة، أشاد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بما صدر عن المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك، من أن الأمين العام لا يضع على قدم المساواة أفعال التحالف وأفعال المجموعات الإرهابية التي أوردها التقرير. وأشار العربي إلى أن صدور التقرير كان سيؤثر سلباً في مفاوضات السلام الجارية في الكويت بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين، داعياً اليمنيين إلى الالتزام بالهدنة والإسراع في التوصل إلى الاتفاق على الحل السياسي ووضع نهاية للحرب الدائرة في اليمن. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تراجع عن تسمية التحالف العربي في اليمن ضمن قائمة الأطراف التي تنتهك حقوق الأطفال وسلامتهم في النزاعات المسلحة، وشطب اسم التحالف من تقرير سيسلمه لاحقاً إلى مجلس الأمن «للتشاور في شأنه مع التحالف». وعقدت أمس، الحكومة الشرعية برئاسة الدكتور أحمد عبيد بن دغر أول اجتماعاتها في العاصمة الموقتة عدن غداة عودتها من الرياض لإدارة البلاد من الداخل، وقالت مصادر الحكومة إن الاجتماع ناقش «عدداً من القضايا والملفات المهمة، وفي مقدمها الكهرباء وانعدام المشتقات النفطية وخصوصاً في عدن والمحافظات المجاورة لها». وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي طلب من رئيس الحكومة والوزراء العودة إلى عدن لتولي ملفات البلاد الاقتصادية والأمنية، بالتزامن مع المفاوضات المستمرة مع وفد الانقلابيين في الكويت برعاية الأممالمتحدة والساعية إلى حل سياسي يقوم على قرار مجلس الأمن رقم 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني. وأفادت مصادر المقاومة والجيش في محافظة البيضاء أمس، بأن «عشرات القتلى والجرحى من الحوثيين سقطوا في اشتباكات اندلعت مع المقاومة في مديرية الزاهر بالمحافظة، مقابل ثمانية قتلى من عناصر المقاومة»، وأضافت أن قواتها تمكنت من السيطرة على معظم المواقع في منطقة «الجماجم» بعد طرد الحوثيين منها. وعلى صعيد المفاوضات الدائرة في الكويت، استأنف أمس المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أولى جلسات المشاورات غير المباشرة بين الأطراف اليمنية في الكويت خلال شهر رمضان، إذ عقد جلسة مع الوفد الحكومي وأخرى مع وفد الحوثيين وصالح، في محاولة لتقريب وجهات النظر بين الفريقين. وفي نيويورك، علمت «الحياة» أن الاتصالات الديبلوماسية السعودية تحركت على مستويات رفيعة للتصدي لإدراج التحالف العربي في قائمة الأطراف التي تنتهك سلامة الأطفال في النزاعات، وأجرى وزير الخارجية السعودية عادل الجبير اتصالاً ببان كي مون لهذا الغرض، فضلاً عن الحركة المكثفة للسفير السعودي في الأممالمتحدة عبدالله المعلمي.